الخميس، 30 ديسمبر 2021

نواقيس الإنذار للشاعرة راوية شعيبي

 نواقيس الإنذار 

راوية شعيبي 

----------------------------

" المشكلة أنّي لم أستمع إلى نواقيس الإنذار و مضيت فيه حتى الغرق "

ليس من حقي أن أقبض على الزبد

فنواقيس الإنذار تصدح في أذني

خطر خطر ...

و السفن الهاربة في عرض الحلم

تنبت جناحين من ماء

و تخوم الذاكرة تصارع موج البقاء

و تغفل عن تحليق المواسم فوق رأسها

فتنسى متى عربدت الريح في وجهها

و تكتم أين ألقت السماء مدامعها آخر مرّة

تعودت أن يغتسل في حوض دمها

حقد أفكار متصارعة

و تتوضأ من بريق ألمها

أجساد آمال منعكفة

هي نزل يتوافد إليه

الهاربون من الغرق

و سلام المغادرين لمرافئ الأحزان

صوتها حفيف قصائد مرمية

على شاطئ التعب

و هدير أعماق عظيم

جلده الطريّ قبلة المسافرين

تعودت أن تزهر رمادا في كأس من غيم

و تفتح للغسق شرفات مساءاتها البرتقالية

و تلف عنقها بشريط من طحالب كريسوفيتا

و تروي للصمت تجربة

ازدانت بتجاويف بحرية

لتقول بصوت ممتزج بالحزن

لك ذكرى و لي شريط من جروح ...

فيه تنتعش الأدمع

و تنام حرارة الكبرياء

و تغفو على صخور صمتي قصيدة

لتصحو على مشارف الصراخ اعترافات...

هنا تتناثر قطرات بوحي

و تمر ريح نسيانك لتمحو كل ما كتبت

و تتغاضى عن كل شعور ...

هنا ضيّع الصيف شمسه

و مد الشتاء في ظلّه

و سرت في جزر الخواطر

أركض على وقع الكلمات

التي تكتم مداها ...

و تنفي غرق الحروف

هنا في جزيرة بوح نائية

علقت فانوسي المنطفئ

و غرزت على باب الخطيئة

قفل الغياب ...

و قلت أنّي مذنبة

بكل ما أوتيت من حب ...

هنا كان موتي ليحيا فيك الغرور

و كانت كلماتي قميصا قد من جنون

لتمضي واثق الخطوة

تبللك كلماتي الغزيرة

و ينتفض من لسانك بوح

مني ينهمر و لا ينهار ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق