نواقيس الإنذار
راوية شعيبي
----------------------------
" المشكلة أنّي لم أستمع إلى نواقيس الإنذار و مضيت فيه حتى الغرق "
ليس من حقي أن أقبض على الزبد
فنواقيس الإنذار تصدح في أذني
خطر خطر ...
و السفن الهاربة في عرض الحلم
تنبت جناحين من ماء
و تخوم الذاكرة تصارع موج البقاء
و تغفل عن تحليق المواسم فوق رأسها
فتنسى متى عربدت الريح في وجهها
و تكتم أين ألقت السماء مدامعها آخر مرّة
تعودت أن يغتسل في حوض دمها
حقد أفكار متصارعة
و تتوضأ من بريق ألمها
أجساد آمال منعكفة
هي نزل يتوافد إليه
الهاربون من الغرق
و سلام المغادرين لمرافئ الأحزان
صوتها حفيف قصائد مرمية
على شاطئ التعب
و هدير أعماق عظيم
جلده الطريّ قبلة المسافرين
تعودت أن تزهر رمادا في كأس من غيم
و تفتح للغسق شرفات مساءاتها البرتقالية
و تلف عنقها بشريط من طحالب كريسوفيتا
و تروي للصمت تجربة
ازدانت بتجاويف بحرية
لتقول بصوت ممتزج بالحزن
لك ذكرى و لي شريط من جروح ...
فيه تنتعش الأدمع
و تنام حرارة الكبرياء
و تغفو على صخور صمتي قصيدة
لتصحو على مشارف الصراخ اعترافات...
هنا تتناثر قطرات بوحي
و تمر ريح نسيانك لتمحو كل ما كتبت
و تتغاضى عن كل شعور ...
هنا ضيّع الصيف شمسه
و مد الشتاء في ظلّه
و سرت في جزر الخواطر
أركض على وقع الكلمات
التي تكتم مداها ...
و تنفي غرق الحروف
هنا في جزيرة بوح نائية
علقت فانوسي المنطفئ
و غرزت على باب الخطيئة
قفل الغياب ...
و قلت أنّي مذنبة
بكل ما أوتيت من حب ...
هنا كان موتي ليحيا فيك الغرور
و كانت كلماتي قميصا قد من جنون
لتمضي واثق الخطوة
تبللك كلماتي الغزيرة
و ينتفض من لسانك بوح
مني ينهمر و لا ينهار ...