الأربعاء، 12 يناير 2022

عاشت لتحيا للشاعر محمد فستوي

 "عاشت لتحيا..."

بقلم الشاعر محمد فستوي

عاشت لتحيا...

وجدت نفسها تبكي 

من غير دموع...

يؤلمها الماضي 

و يؤنبها الضمير...

تموت من غير موت

و لا تقواه البوح...

كتومة لعشقها

و صدرها حديث...

شربت من ماء العيون

و لعبت طفلة

بين أشجار الزيتون....

ضاعت منها دميتها

و ضاع العمر منها

و قد كتبها القدر

غير ما رسمته 

و هي تمشي أميرة

بين حقول القمح....

كانت تحب 

أغاني أم كلثوم...

و كانت تردد مواويلها

و هي تقطف ثمار البساتين...

مر منها العمر مسرعا

وضاعت منها الأحلام...

هي اليوم لازالت تتألم و تأمل 

و هي تمني النفس بغد جميل...

لاتزال حية و بداخلها تتكلم الروح...

أقسمت أن تحيا حياتها

ما تبقى من عمرها

مادامت تشعر موتها 

من غير موت....

أحرقت دفاتر ماضيها

و مزقت صور حاضرها

و أعدت ورقة بيضاء

و قلم حبر جاف 

بلون شديد السواد...

سألتني عن إسمي و نسبي

و قالت لي ما علاقتك بالشعر....

قلت من ميم القرآن الكريم

محمد نبي و رسولي الأمين

عليه أفضل الصلاة والسلام ....

و في ميم الشعر 

محمد

و تميم

و احمد

و محمود...

و الفاء أول النسب

وفاء لروح الشعر...

السين سفر عميق

و التاء تتويج غائب

و الواو ولاء

لروح العرش

و الوطن...

و ياء مد

لما بعد المدى

في معانقة الأمل...

عرفت الحرف يعرفني 

و عرفت أني شاعر موهبتي 

و أنا طفل يكتب خواطر عشقه

على ضوء الشموع وانس المطر...

و يوم كنت في نخوة شبابي

أمشي بين حقول القمح

أحمل كتابا بيدي

و أنا أستعد

لولوج الإمتحان...

رسبت يوما بمدرسة الشعر

و اليوم غدوت 

أمتلك قوس الشعر

لي نبال و أسهم لا تصيب 

إلا صدور الخائنين لهذا الوطن....

دمي عربي 

و أمي بعد أمي 

لغة الضاد...

و أمي هي أم 

من يبتسم 

و هو يهاجر

في عناق الموت....

و أمي هي من تشكوني 

عقوق آبنها 

إلى جنب ما تعانيه 

من قهر الزمن... 

الشعر هو الفقر

و الفقير هو الشعر

و ما العيب 

ان يكون الشاعر فقيرا

يكلم روح الفقر و الفقراء....

انسيني كي انسى

و قد تألمت من العمر،

سنينا عجاف....

محمد فستوي 

13\01\2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق