"عاشت لتحيا..."
بقلم الشاعر محمد فستوي
عاشت لتحيا...
وجدت نفسها تبكي
من غير دموع...
يؤلمها الماضي
و يؤنبها الضمير...
تموت من غير موت
و لا تقواه البوح...
كتومة لعشقها
و صدرها حديث...
شربت من ماء العيون
و لعبت طفلة
بين أشجار الزيتون....
ضاعت منها دميتها
و ضاع العمر منها
و قد كتبها القدر
غير ما رسمته
و هي تمشي أميرة
بين حقول القمح....
كانت تحب
أغاني أم كلثوم...
و كانت تردد مواويلها
و هي تقطف ثمار البساتين...
مر منها العمر مسرعا
وضاعت منها الأحلام...
هي اليوم لازالت تتألم و تأمل
و هي تمني النفس بغد جميل...
لاتزال حية و بداخلها تتكلم الروح...
أقسمت أن تحيا حياتها
ما تبقى من عمرها
مادامت تشعر موتها
من غير موت....
أحرقت دفاتر ماضيها
و مزقت صور حاضرها
و أعدت ورقة بيضاء
و قلم حبر جاف
بلون شديد السواد...
سألتني عن إسمي و نسبي
و قالت لي ما علاقتك بالشعر....
قلت من ميم القرآن الكريم
محمد نبي و رسولي الأمين
عليه أفضل الصلاة والسلام ....
و في ميم الشعر
محمد
و تميم
و احمد
و محمود...
و الفاء أول النسب
وفاء لروح الشعر...
السين سفر عميق
و التاء تتويج غائب
و الواو ولاء
لروح العرش
و الوطن...
و ياء مد
لما بعد المدى
في معانقة الأمل...
عرفت الحرف يعرفني
و عرفت أني شاعر موهبتي
و أنا طفل يكتب خواطر عشقه
على ضوء الشموع وانس المطر...
و يوم كنت في نخوة شبابي
أمشي بين حقول القمح
أحمل كتابا بيدي
و أنا أستعد
لولوج الإمتحان...
رسبت يوما بمدرسة الشعر
و اليوم غدوت
أمتلك قوس الشعر
لي نبال و أسهم لا تصيب
إلا صدور الخائنين لهذا الوطن....
دمي عربي
و أمي بعد أمي
لغة الضاد...
و أمي هي أم
من يبتسم
و هو يهاجر
في عناق الموت....
و أمي هي من تشكوني
عقوق آبنها
إلى جنب ما تعانيه
من قهر الزمن...
الشعر هو الفقر
و الفقير هو الشعر
و ما العيب
ان يكون الشاعر فقيرا
يكلم روح الفقر و الفقراء....
انسيني كي انسى
و قد تألمت من العمر،
سنينا عجاف....
محمد فستوي
13\01\2021