لستُ كذلك
بقلم د. أسامة مصاروة
مهما ظلمتِ القلبَ إنّي أعذرُ
مهما أسأتِ الظنَّ بي لا أحقدُ
فالحبُّ عندي غايةٌ بلْ مطْلبٌ
لا غيرَ حبٍّ مستقيمٍ أنشُدُ
لستُ الذي يهوى ويُخفي شهوةً
مع أنَّ معسولَ الكلامِ عسجدُ
بئسَ الذي يسعى وراءَ شهوةٍ
بئسَ الخبيثُ النذلُ بئسَ المقصدُ
عفوًا إذا قولي بدا مستهجنًا
أو نابيًا مستنكرًا لا يُحمدُ
أرجوكِ لا تغضبي لا تعتبي
فالصدقُ طبعٌ راسخٌ لا ينْفُدُ
والصدقُ نارٌ في فؤادي الطاهرُ
لا تنتهي رُغمَ الأسى لا تُخمدُ
والصدقُ عندي مثل سيْلٍ جارفٍ
والربّ يدري والسماءُ تشهدُ
حتى الهوى أضحى خطابًا كاذبًا
أضحى بيانًا ذا شروطٍ تُعقدُ
أينَ الهوى هل كانَ قولًا عابرًا
لا خيرَ في قولٍ سُدىً يُردَّدُ
هذا يقولُ الحبُّ غازٍ قلبَهُ
وبعدَ حينٍ ويحَ قلبي يجْحدُ
وذاك يشكو من حنينٍ زائفٍ
لكنّهُ عندَ الرزايا يجمَدُ
أمّا أنا مهما فعلتِ بي أعي
قد لا أرى بينَ الورى من يُنجِدُ
لعلَّ حظي في الهوى لا يُنصفُ
لعلَّ نجمي مثلُهُ لا يُسعدُ
كم من حبيبٍ خلتُهُ لي شافيًا
من فقرِ حبٍّ في ثوانٍ أفقِدُ
يدنو ويرنو بابتسامٍ ماكرٍ
والناسُ من جهلٍ وحقدٍ تحسدُ
مع أنَّني في الحبِّ أهدي مهجتي
قلبي وحيدٌ تائهٌ مُشرَّدُ
عيشي كما تبغينَ إنّي راحلٌ
ما عادَ قلبي للتسالي معبدُ
مكرٌ وخبثٌ وانشغالٌ دائمٌ
والقلبُ فوقَ الجمرِ ظلمًا يرقُدُ
قد حارَ فكري في هواكِ المبهمِ
يا ليت شعري أينَ مني المرشدُ
في كلّ يومٍ كذبةٌ أو فرية
قد صرتِ جوًّا إنّما لا يُرْصدُ
فتارةً يصفو وتعلو بهجتي
وتارةً أخرى بقصفٍ يُرعدُ
قد كانَ حبّي جنّةً غناءةً
والقلبُ من شوقٍ ووجدٍ يُنشدُ
ماذا جنى حتى تسيئي فهمَهُ
قد كانَ نورًا شعَّ منه الفرقدُ
تُعشّمينني بوصلٍ قادمٍ
سرعانَ ما يُلغى ويُنسى الموعدٌ
مهما يكُنْ وباختصارٍ اعلمي
ما نزرعُ اليومَ غدًا سنحصُدُ
د. أسامه مصاروه