همسة حائرة
بقلم د. سمير بهلوان
مع الشاعر الكبير عزيز أباظة، في تشطير رائعته الشهيرة (همسة حائرة) ، والتي كتبها في رثاء زوجته، وقد لحنها وغناها الموسيقار الكبير أستاذ محمد عبدالوهاب.
*
*
( يا مُنيةَ النّفسِ ما نفسي بناجيةّ )
.........................و قد أثَرتِ ، بروضِ الأنسِ ، أحزانا
تضيقُ ، منها ، ضلوعُ الصّدرِ ، حائرةً
.........................( و قد عصفتِ ، بها ، نأيًا ، و هجرانا)
( أضنيتِ أسوانَ ، ما ترقى مدامعُهُ )
........................و قد تولّى نجومَ الصّبحِ ، سهرانا
و كم خطرتِ ، بساحِ الفكرِ ، عابرةً
.........................( و هجتِ ، فوقَ حشايا السُّهدِ ، حيرانا)
( يبيتُ يودعُ سمعَ اللّيلِ ، عاطفةً )
.......................ألقى ، عليها ، سكونُ اللّيلِ ، أشجانا
تهيجُ ، في ، خطراتِ النّفسِ ، عاصفةً
....................( ضاقَ النّهارُ ، بها ، سَتْرًا ، و كِتمانا )
( هل تذكرينَ ، بشطِّ النِّيلِ ، مجلسنا )
.....................و كم لهونا ، و كانَ الدّهرُ وسنانا
تفوحُ ، فيهِ ، زهورُ الشّطِّ ، عابقةً
......................( نشكو هوانا ، فنفنى في شكاوانا )
( تنسابُ ، في همساتِ الماءِ ، أنَّتُنا )
...........................فيستهيمُ نسيمُ النِّيلِ ، جذلانا
و تسرحُ النّظراتُ الغُرُّ ، حالِمةً
..........................( و تستثيرُ ، شجونَ النّهرِ ، نجوانا )
( و حولنا اللّيلُ ، يطوي في غلائلهِ )
.........................سرائرَ الحُبِّ ، ما كانت ، و ما كانا
تهيمُ ، في نفحاتِ اللّيلِ ، بهجتُنا
..........................( و تحتَ أعطافهِ نشوى ، و نشوانا )
( لم يشهدِ الرّافدُ الفضيُّ ، قبلَهما )
...........................خِلَّينِ ، ذاقا ، مِنَ الأشواقِ، ألوانا
و هل خبرتِ ، عَنِ العشّاقِ ، مِثلَهما
.............................( إلْفَيْنِ ، ذابا تباريحاً ، و أشجانا )
( نكادُ مِنْ بهجةِ اللُّقيا ، و نشوتِها )
...............................نطيرُ ، مع نجماتِ الجوِّ ، خِلَّانا
و ما تهيمُ نياطُ القلبِ ، راقصةً
...............................( نرى الدُّنى أيكةً ، و الدّهرَ بستانا)
( و نحسبُ الكونَ عُشَّ اثنينِ يجمعُنا )
................................و قد تواكبَ، فيهِ الخلقُ ، إخوانا
نخالُ ، فيهِ ، طيوفَ النّورِ راقصةً
.............................( و الماءَ صهباءَ ، و الأنسامَ ألحانا )
( لم نَعْتَنِقْ ، و الهوى يُغري جوانحَنا )
............................و كم حلمنا ، بهذا الوصلِ ، أزمانا
و ما وفتْنا حظوظُ الحُبِّ صبوتنا
...........................( و كم تعانقَ روحانا ، و قلبانا )
( نُغضي حياءً ، و نُغْضي عِفَّةً ، و تُقًى )
............................نُزكي الوِدادَ ، بما تُبديهِ تقوانا
و لا يدومُ وِدادُ الحُبِّ في عبثٍ
...........................( إنَ الحياءَ سياجُ الحُبِّ مُذْ كانا )
( ثمَّ انْثَنَينا ، و مازال الغلِيلُ لظًى )
..............................و ما بلغنا ، مِنَ الأشواقِ ، ريَّانا
و قد تركنا عيونَ الشوقِ هائمةً
.............................( و الوجدُ مُحتَدِماً ، و القملبُ ظمآنا )
.........بقلمي : د . سمير بهلوان
أرواد في 5/6/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق