السمراء
بسطت لها يدي لتنام في وقار
كعصفورة حقل بين الأغصان
يدوحها النبض يمين و يسار
كأنها طفل تداعبه الأحضان
تعلقت بها حتى توحدت الأفكار
و اختلط بيننا النبض و الخفقان
ما كنت أحسب هواها يسكنني
و ينصهر في الجسد جسدان
و ما عرفت أن الحب يهزمني
حتى ابتليت و اختلت الأوزان
أنا الذي لا رياح كانت تهزني
القلب قلبي .....
و أنا صاحب الأمر و السلطان
لبيت نداء العشق رغم عنفواني
و أسقطني هواها مكره و جبان
في أضلعي نار تراودني
من ظبية أصاب سهمها الوجدان
سمراء ذهبت بلبي و صبابتي
عربية من مقلتيها عرفت العنوان
لها مددت يدي و قلت تشبتي
فؤادي شراع أنت فيه الربان
نامي بقلبي فأنا عاشق متيم
قادتني لمحرابك مقادير الزمان
و رميتني بسهم منك في غمده
من عيونك استل فكان ما كان
كفى بالبدر جمالا في السماء
و كفاك جمالا يا أجمل النساء
فيك من الحسن ما تتمناه النسوة
فيك رقة و خجل فاق الحياء
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق