هِي . .
قِصَّة . . . عَابِرَة . . .
الحلقة...١٠
بقلم/
عَادِلٌ تَمَام الشِّيمِيّ . . .
. . . . . .
. الْيَوْم . . تَرَكْت الْكِتَاب . . وَأُخِذَت لَوْحَة . . . وفرشاة . .
........
بَدَأَت تَرَسِم .
. .....
. . رَسمَت زُرْقَةُ السَّمَاءِ يَطِير بَيْن جفونِها سِربٌ مُهَاجِرٌ مِنْ طُيُورٍ آتِيةٍ مِنْ بِلَادِ الواق . .
. تَخْتَلِطُ بِزُرْقَة السَّمَاء الصَّافِيَة لترسمَ بريقًا مِنْ النُّورِ يتدلّي مِنْه الزُّرْقَة بِبَيَاض أَدْهَم . كَأَنَّه كُحْلٌ فِي عَيْنِ الْمَهَا . . .
......
وتحطُّ زُرْقَة الْسماء عَلي أَكْنَافِ زُرْقَة الْبَحْر اللاَّمُتَنَاهِي لترسمَ قُبَّةً زَرْقَاءَ يَعْلُوهَا
انْعِكَاسٌ لضحكة الْقَمَر . .
...........
وبسمةٍ لضوء النُّجُوم الْوَاهِية
النَّائِمِة خَلْف سَتَار.. الْمَجَرَّة . . .
...........
. وتتلون فرشاتها بِأَلْوان الطَّيْف كَأَنَّهَا تَرتدي فُسْتانَ عَرُوسٍ مَحْمُولَةٍ عَلِي
أَعْنَاق الْمُني إلَي عَرِيس الْأَمَل . . .
..........
. تَرَسِم الفرشاة
قَارَباً يَرْقُص فَوْق بَطْن الْبَحْر كَأَنَّه فَوْق أُرْجُوحَةٍ
يَرْفَعُه الْمَوْجُ مَسْرُورًا . ويهبط بِه مَغْمُورًا . .
........ ...
. الفرشاةُ . . تَنَام فِي فَمِ الْأَلْوَان الزاهية الْبَهِيَّة . . ثُمَّ تَقُومُ لترسمَ
بَيْتاً صَغِيراً تحتضنهُ شَجَرَةُ فَلٍ رَاضِيَة . . تَنْشُر
زهراتها حَوْلَه كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ حَوْلَه أَقْمَار تَحْرُسُه . . .
..........
. لَه دَرَجٌ يَنْظُرُ إلَي وَجْه الْبَحْر . . وَشَرَفِةٌ
تَمُدّ يَدَهَا إلَي
جَزِيرَةٍ صَغِيرَةٍ
كَأَنَّهَا تُصافحها
عِنْد حَرَارَة اللِّقَاء . . .
............
. الفرشاة .
ترسمُ .
. بِضْعًا مِنْ نُتوءِ الصُّخُور خَلْفَ الْبَيْتِ مَمْدُودَةُ الأعْمَاق والأعناق . سُودًا
كَأَنَّهُم حَرَاسٍ مِنْ الْإِدْغَال .
. تَحْتَهَا أَشْجَارٌ لَهَا غُصُون حَيّةٌ لَهَا أَوْرَاقٌ تَتَنَفَّس . . وَأَشْجَار مَاتَتْ أَغْصَانُهَا تَنْحَنِي عَلِي جُذُوعٌ مَدْفُونَة
فِي صَدْرِ الحَصِي . . .
...........
. اللَّوْحَةُ تَنْطِق مَنْ فُرطِ . الْحَيَاة . .
.........
الفرشاة تَتَكَلَّم
مِنْ الْإِعْجَابِ . .
.......
وَهِي . . . قِصَّة
الْغَد الَّذِي لَن
يَمُوت . . .
. وَبَذْرِةِ الْأَمَل
الَّذِي يَنْمُو . . .
......
عادل..ت...الشيمي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق