حسرة
بقلم الشاعر فتيحة الشبل
وراء شمس نهارها
حكاية عمر
نحتها الزمن
على ملامحها
في مرسم عتيق
بألوان الطيف
تروي قصتها بتأن
على محمل جد
تتساقط المفردات
تسترجع أنفاسها
بعد كل سرد
كأنها تنتزع الكلم
نزعا من بين ثناياها
تغيب نظراتها
في غموض شاسع
في عزلة تامة
لا مستقر لها
كأنها تحدث نفسها
في صمت الموتى
صمت رهيب
لا صدى له
إلا زفرات ساخنة
كلهيب نيران تحت الرماد
جسمها ساكن كجثة هامدة
يعتريها برد المدافن
كلما اقتربت منها الأنامل
ترتجف
كورقة خريف
معلقة على غصن يابس
ترفض الاستسلام
وتقاوم رغم ضعفها
ليتني أغوص في أعماقها
لأكشف عما ألم بها
قد أنفض الغبار عن ذاكرتها
عن تعبها
عن نبضها الحي الميت
فقد اشتقت لابتسامتها
لبراءتها
لعفويتها
لكل ما فيها
فهي تلك الأنثى الحالمة
أريدها كما كانت
كلها إرادة وحياة
رنة خطواتها نغم
وابتسامتها هلال
لا أريدها كما أصبحت
مكبلة في سجن ضيق
لا يرى النور
جدرانه حسرة
مغلفة بويلات
جحيم ما اختارته
يوما
لكنه اختارها
لك الله
صديقتي" لولو"
يا زهرة كان اسمها
فراشة الربيع
فأصبح لقبها
بخار الصقيع.
فتيحة الشبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق