مقبرة الاقلام
كأن معابد الأقلام أضحت
خلاء لا صلاة و لا أذان
و لا ذكر بها إلا بقايا
صحائف شاعر هجر المكان
فلا شعر يقام له شعور
و لا نثر له نظر الزمان
وكل صوامع الآداب هدت
و قطع كل ذوق باللسان
فلا زمن بنا للشعر شعر
يذاق ولا لشاعره مكان
وكل الساقطين لهم علو
واهل الفكر ليس لهم كيان
وضاعت كل قافية بركب
تحيط بها المذلة و الهوان
فلا تلقي قصائد في سماع
به صدأ بإحساس و ران
فما وقفت لقولك بالتلقي
مسامع صخرة بالإمتنان
كأنك أعجمي في مقال
بفصحى فهمه بالترجمان
وما انعجم اللسان بما آتاهم
ولكن فكر سامعه يدان
فلا فقه و لا فقهت قلوب
بقول الشعر قول او بيان
ولا طلب بذوق جاء فيه
بإحساس تنشقه جمان
اذا ازدحم الجميع فثق هناك
لهم بثريدها ملئت جفان
وبطن الدهر أصبح كل هم
و لا للشعر أو للنثر شان
فلا تكتب يراعي قط حرف
به ترمي بسلته الزمان
يكدس في السطور بلا شعور
لقارئه و لا أدنى افتتان
فما خطبت قصيدة بنت شعر
و لا بزواجها رغب الختان
معلقة على اسوار عصر
وضيع الفكر منحط البيان
تقدس ما مضى للشعر أما
بحاضرنا فصار له الهوان
بقلم
أحمد الشرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق