أيُّها التاريخ
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّها التاريخُ سَطِّرْ
قبلَ أنْ يأتي زمانٌ يعتليهِ مَنْ يزَوِّرْ
كي تَرى الأجيالُ كمْ عِشنا على زيفٍ مُدَمِّرْ
نمتطي وهم الملاهي في تباهٍ ليس يثمِرْ
غائبينَ عن حقولِ الفكر والفعلِ المُؤَثِّرْ
بينَ لَعّانٍ وطَعّانٍ وأفّاقٍ مٌكَفّرْ
نرفع الرايات, يخفي ظِلُّلها أمراً مُدَبَّرْ
ذاكَ يُعلي تاج كسرى
ذاك يُعلي سيف قيصرْ
ثالثٌ يغفو على أحضان غانيةٍ ويَسكرْ
تاركاً أمرَ العبادِ رهن آتٍ كم تعَثّرْ
هكذا نحنُ بقينا كالطرائد
ليس أكثرْ
مثلما كانت عهود الجاهليةِ في تَحَزّبها المُسَعّرْ
والشعوبُ على اختلاف صنوفها تسمو وتكبُرْ
بين فكرٍ واقتصادٍ واختراعاتٍ تُثَمَّرْ
بعد أنْ كُنّا بُناةً في هُدى العدلِ المُطَهَّرْ
حيث نور الحقِّ عِزٌّ في سنا "الله أكبر"
* * *
أيُّها التاريخ سَطِّرْ فاضحاً غَدرَ الحشودْ
رغم كلّ اللافتات المُشْرَعَات على الشهودْ
والأناشيد المليئة بالشعارات المُضاءةِ
والمنابرِ و الوفودْ
نَحنُ شعبٌ قد تعامى عنْ مداميكِ الوجودْ
فمَضى يبني رماداً
في صحارى الجهلِ حُمقاً طائشاً عبر الحُدودْ
حاشِداً كلّ الوحوش الضاريات بلا قيودْ
واستفاق على صراخٍ شقَّ أستار الشرودْ
فتنادى مُسْتَغيثاً
طالباً عدلَ القرودْ
.............................
الخميس 22/2/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق