الخميس، 30 مارس 2023

الرصيف الطويل للشاعرة منى غجري

 الرَّصيف الطَّويل


مُذ كنت في عزِّ الصِّبا وأنا أبحث عن الدِّفء والحنان أبحث عن مُهْجة تجعلني أرغد للعيش وكأنَّني في كنف السِّماء . 

 حاولت جاهدة  تخطي العثرات والعقبات لبست النَّقاب أقنعت نفسي  بأنًَه غطاء يقيني شرور التَّعدي البغضاء وفي كلِّ مرَّة كنت أزداد استياء . 


كانَ الرَّصيفُ طويلاً وعلى جانبيه  زرعتُ الحبَّ وأشعلُت الأضواء لكي تثمر  الرَّحمة والمودة  في أفئدة الأحبة وئاماً.

استوقفتني نقاط كثيرة  قدَّرتها   بمكيال  تأرجحت كفتيه  بين الجنوب والشَّمال علاج أدمان  العصيان  ... كأس امتلأ بزفرة النَّدامة الجريحة  تتقطر علقماً 

ومرُّ علقمها يقتل الشِّريان.

كالسَّرطان المتوغل  بين الكبد وترياق الحياة .

كلَّ مرَّة كنت أفوز بالسِّير على الجمر رغم احتراق  عمق الفؤاد،

 الكلُّ ينظر بتأمل ويتعاطف  ويتألم   بدموع تكاد تنطق لكثرة العثرات  

المسافة  متعبة شاقة   تتشدق  للعناء ...

عبرت من خلالها  بحار رملية عواصفها هوجاء  وجبالاً تسكنها كهوف بلهاء  قطعت أميالاً وأميالاً  باحثة عن حضن أستعيد من خلاله رونق الحياة أدفن فيه كلّ الأحزان والآلام  وأشعر أنني كبقية النِّساء 

عبثاً حُرمت عليَّ نعمة الهناء

 

شقاءٌ يتلوهُ شقاء  أوراق  بعثرتها  رياح الزَّمن   


السَّهر أرهق العيون والنُّعاس أدماها الأرق باتت الضحكة تُرسم مُصطنعة  ونبضات القلب تختفي شيئاً فشيئاً 

  الليل يبرح بطوله ساعاتٍ وساعات

أشتكي إليه المرارة فيسقيني من الصبر رشفات . ويمسَّد السَّرير  والوسادة لأغفو ريثما ينثر النور  ضيائه.

 وتطلُّ شمس الصَّباح


بقلمي.           منى غجري.   30/3/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق