الخميس، 30 مارس 2023

درة أضاءت سماء العتمة

 درة أضاءت سماء العتمة   


        هذا المســاء ....

أسقط كل العواصـم 

التي تمنطقت بسيوف الخيزران والخشـب ،

أسقط كل العواصـم 

التي أعدت لهم ما شاءت 

من خيول الرهان وكواعب العلب ، 

ولاأستجير بالقصيدة المهادنة

ولا بطحالب الخطب .

قـد لايجدي الشعــر

إن لم تزهر على شفتيه 

فتائل التصدي والغضــــب .

مـل صدر التاريخ منـا

وضـاق العصر بجلاجلنا 

فلتزمجري يارياح العــز بالحجـر والحـمم

فلتزمجري على الطغاة والبغاة 

وجـبن القمــــم .

 هذا المساء استثـناء لكل المساءات 

هذا المساء عرس يزف فيه للأرض

الشهـــيد ،

فلتنتكس في خزيها كل الرايات .

هذا المساء يخرس فيه الطفل 

عقـم كل الكلمات ،

فمن حصار إلى حصار 

خرج محمد يمسك يد والده 

فرحا يكحل مقلتيه بالحلم 

يملأ قصبات الصدر بعـبق الأمنيات ،

خرج يرتدي براءته 

وبين غابات القصف وحمق الشهب 

عانق موته في شموخ الصقر 

ليدون في دفاتر التاريخ 

أخـس الحكايـــات .

عيناه ما ذرفتـا دمعا 

ولا الصدر من وابل الرصاص تألـم .

جدارا كالطود كان جسده ،

متراسا ـ كانت ضلوعه 

تتعلـم أول الخطى

 على تضاريس البدن البض ،

وكانت القذائف كخيول الجحيم 

على مضمـار القلب تركض ؛

ليحمي أباه من بـــوار المرحلـة ،

ويعلن انتماءه للقضية .                             

لم يجد متسعا من الوقت 

ليرد على برقيات العــزاء 

بما يليق من مفردات 

السخط وشراسة الأ دب 

لم يجد يدا ليكتب سيرة الوجع الأخير ،

هـذا الليل خـائـن يـا أبتي قال 

فهزي يـا قــدس في وجه الغس 

بجدع الحجر المقدس تتساقط 

حولك كل بيارق الجبن

وكل الأعلام ومأجورات الأقـلام .

 هـذا الليل خـائـن يـا أبتي 

ولما أكتب صيحتــي الأخيـرة :

 لنا الشـهادة ملاذ ولذوي القربى

برقيات العزاء وزبد الخطــــــب 

فافتحوا سـيرة الحجر واقرؤوا كيف 

استرخص حياتنا عجم وجبناء العـرب . 

سأموت حيا والقلب صاح وتحيون أمواتا 

يا من تتاجرون في الأكفان

 بالزيت والطــرب .

سأموت حيا كقمر شباط ومن دمي .

هـذا الليل خـاءن يـا أبتي 

نحن لم نعشق الردى اختيارا 

ولم نجد أمام مدمرات المحتل

 إلا الأحجـــارا …

وهم يطالبوننا بصلح يقتل 

النخوة فيهم ..

 بسلام يمن علينا أمتارا 

  ويعطـي للغاصب اعتبــــــــارا  .    

 يا وطنـي المستباح من الماء إلى المـاء 

عجبا كيف ضاع كل هذا العمر 

بين الزعامة أو شرارة التكفيـــر

كيف ضاع بين دمار الهزائم تارة

وتارة بين تاأنيب الضميــــر ،

وكلما جنحوا للحــرب 

جنحنا لضرب الكف أو لطم الخد 

أوضرب الرمل نسائل العراف

هو التوازن ، هو التشابه 

بين شارون وهارون 

في الصـفات واللكمـات 

واحد أوسمة الإبادة والمجازر بلا خجــل ،

والآخر حفاضا على النوع البشري 

يبيعنا بالتقسيط والتقطير على عجـــل .

هو التوازن ، هو التساكن يا أبتي       

فبأي ذنـب نموت رضعا وأجنة 

غيدا وشيــــــــــبا.

فيا وطني المستباح بحد السيــف 

وحد النار والبغـــــاء 

هــي ذي آيـة الإدانــــــة ،

متواطؤون منشغلون بترتيب 

الكراسي من بطانة لبطـانـــــة 

متاعهم في مواخير الغرب 

ولحفظ ماء الوجــه يخفون 

ذلهم وراء علب الإعـــــانــة .

فهل يستوي الطاعن صبابة في الحــب 

والطاعـن جهـلا ورياء في الجــب .

ياوطنـــي أنا غزة

أنا في جبين القدس درة 

وكل أب بعد أبي سيلد طفلا

يسكن في حلق العدا جرعـة مرة 

طفلا يعاود الكــــــرة .

أنا الموقع بدمــي المقدسـي

محمد جمال الـــــــدرة 

باسم كل الشهداء

 من الـمـاء الى الرمــل 

                من القسام الى سناء محيدلي

                من ماسينيسا الى غيفارة

               ومن صلاح الدين إلى المهدي

أكـسر كؤوس الصمت 

وأصرخ من ضياء موتي

متـى تكونون بشرا ولو مـــرة 

لأمنحكم قميصي المقــدس

ورصاصا أجهش في جيوب صدري 

من الحـــزن والخجـــل ،

 فمتى  متى متى تعودون 

من سكرات جبنكم 

عربا أو ما يشبـه

 العــــــــرب ولو لمـــــرة . 


               محمد كابي ( المغرب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق