الجمعة، 31 مارس 2023

أتيتك ضارعا للدكتور محمد حسام الدين دويدري

أتيتك ضارعاً

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أتيتُكَ و الدموعُ غدون ذخرا=و قلبي ظامئٌ و النفس حيرى

وضنك العيش يوغل فيَّ حتى=ليغدو طعمُهُ كرباً أمَرّا

كأنّي قد غدوت بما أعاني=غريباً تائهاً و الأرض حَرَّى

أسير بمُفرَدي درباً ترامتْ=بها الأشواك تغشى كلّ مَسرى

و لكنّي أرى في كلّ خَطوٍ=رِضاكَ يُغيثنُي أملاً و بُشرى

فأحيا راضياً ما ضاق صدري=أرى الإيمان أفراحاً و بِشرا

إلهي أنت تعلم خَطْبَ روحي=و تملأ خافقي عزماً و صبرا

فأقداحي تفيض بما تسامى=به الأجداد و الآمال تترى

و في قلبي من القرآن نورٌ=يزيد الفكر ألواناً و عطرا

مَلِيكَ الأمر جئتك مُستَجِيراً=بقلبٍ ضارعٍ سِرّاً و جهرا

فجنِّبْني الشرورَ و زِدْ فؤادي=تُقىً، و اجعلْ رضاكَ عليّ سترا

أرى أحوالَ خَلْقِكَ قد تَبَدَّتْ=فصولَ مَعَارِكٍ تجتاحُ ضَرَّى

فهذا يستبيحُ الرزق عَسْفاً=و هذا قد سباه الجنس عُمرا

و هذا مُستَبِدٌّ بالبرايا=وذاك يكيل للأجيال غدرا

و فيهم من ينوء بحقد قلبٍ=ويحمل مع لُهاث العيش وِزرا

إذا هتَفَ الحنان به تناسى=هدى الرحمن كي يزداد كفرا

و دافَعَهُ العداء و راح يهوي=إلى دَرَكِ المهالك حيث يعرى

أحاول أن أكون بكلّ قصدي=حَمِيَّاً قانِعا للحقّ سِفرا

و احتضن السماحة و التغاضي=عسى أن يكشف الرحمن عذرا

و لكني وجدت بني ترابي=يرون بشاشتي ضعفاً و فقرا

فمَنْ رامَ السلامة فليَصُنْها=بِأنْ يغدو على الأجيالِ "كِسرى"

..........................

من مجموعة: براعم الصمت

الأحد 18 نيسان 1999

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق