أتيتك ضارعاً
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتيتُكَ و الدموعُ غدون ذخرا=و قلبي ظامئٌ و النفس حيرى
وضنك العيش يوغل فيَّ حتى=ليغدو طعمُهُ كرباً أمَرّا
كأنّي قد غدوت بما أعاني=غريباً تائهاً و الأرض حَرَّى
أسير بمُفرَدي درباً ترامتْ=بها الأشواك تغشى كلّ مَسرى
و لكنّي أرى في كلّ خَطوٍ=رِضاكَ يُغيثنُي أملاً و بُشرى
فأحيا راضياً ما ضاق صدري=أرى الإيمان أفراحاً و بِشرا
إلهي أنت تعلم خَطْبَ روحي=و تملأ خافقي عزماً و صبرا
فأقداحي تفيض بما تسامى=به الأجداد و الآمال تترى
و في قلبي من القرآن نورٌ=يزيد الفكر ألواناً و عطرا
مَلِيكَ الأمر جئتك مُستَجِيراً=بقلبٍ ضارعٍ سِرّاً و جهرا
فجنِّبْني الشرورَ و زِدْ فؤادي=تُقىً، و اجعلْ رضاكَ عليّ سترا
أرى أحوالَ خَلْقِكَ قد تَبَدَّتْ=فصولَ مَعَارِكٍ تجتاحُ ضَرَّى
فهذا يستبيحُ الرزق عَسْفاً=و هذا قد سباه الجنس عُمرا
و هذا مُستَبِدٌّ بالبرايا=وذاك يكيل للأجيال غدرا
و فيهم من ينوء بحقد قلبٍ=ويحمل مع لُهاث العيش وِزرا
إذا هتَفَ الحنان به تناسى=هدى الرحمن كي يزداد كفرا
و دافَعَهُ العداء و راح يهوي=إلى دَرَكِ المهالك حيث يعرى
أحاول أن أكون بكلّ قصدي=حَمِيَّاً قانِعا للحقّ سِفرا
و احتضن السماحة و التغاضي=عسى أن يكشف الرحمن عذرا
و لكني وجدت بني ترابي=يرون بشاشتي ضعفاً و فقرا
فمَنْ رامَ السلامة فليَصُنْها=بِأنْ يغدو على الأجيالِ "كِسرى"
..........................
من مجموعة: براعم الصمت
الأحد 18 نيسان 1999