تنقيبات في مساحات الشحوب
محمد حسام الدين دويدري
________________
نضبت جميع الأمنيات
فرحت أنبش في الظلام
علّي أنقب عن صدى حلمٍ ثريٍّ مُستدامْ
أمتصّ من مسرى عصارة نسغه المخبوء
أطياف الكلام
لأصوغ منه قصيدةً
ترقى إلى عذب الرهامْ
علّ الربيع يزور أرضاُ شفّها حَرّ الخصام
وطغى بها الفقر يحاصر من بغى ومن استقام
* * *
حُسِمَت جميع الأمنيات
وأعلن الوهم ضرامه
وغدوتُ بين اللاهثين
يشدّني طيف استقامة
وتشدّ أسري حزمة الآلام في درب الكرامة
لأحسّ أنّ المركب المسعور يغرق
معلناً فينا اصطدامه
مترنّحاً يذرو الخلائق في متاهات الظُلامة
ليروا حياتَهُمُ غدت مستنقعاً أسِنَاً
تلاطم سطحه
يخفي حطامهُ
فالكلّ بات ملوّثاً
صَدِئاً...
تحاصره الندامةْ
لكنّ رائحة الصديد تشق أستار الخديعة
كي تنبه من يحاول أن يصير مطهّراً
رغم الملامةْ
فالكلّ أصبح مثقلاً
أوزاره تغزو سلامه
ومفاسد العجز التي تغويه تسلبه اعتصامه
* * *
مازلت أبحث في الوجوه
يشدني طيف ابتسامة
تختال فوق القهر...
ترشق نورها صوب الغمامة
لتصبّ دفق الغيث علّ العشب يغتال القتامة
مازلت أحلم أن يعود الخصب
ويذوب النَصَب
ويعطّر الحبّ الكلام
ويغدق الخير الرطَب
وتعود للألق الحروفُ
تضيء ديوان العرب
لكنما تلك الوجوه تحجرت بين الخطب
وتصلبت أوداجها
فغدت وجوهاً من خشب
...............
٢٨ / ٣ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق