هكذا أعدموك
هكذا أنكروكَ و بكيتْ ، كسروكَ و إنحنيتْ
هجر القلب القتيل صدى المعبد
رحلت الرّوح و كرهت أيام العمر
كما غادر النّور سرايا القدس و كلمات
وعندما تجبّروا إحتقروك ، فشرّدوك
مثلما كسروكَ و بكيتْ ، أعدموكَ و إنحنيتْ
أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا ...
يزيّنوك بفحمٍ و أساور من حديد وهي أغلال
ليأخذوك إلى وجهة و يقدّموك إلى الزُوار قربانْ
إلى المعارض يأخذوك وهماً و يُلقوكَ بين الزوايا و في المكان
كسّروا هيكلك الشامخ و خبّؤك بين التّلال و الحطب و أطلال الأعتاب
هكذا أغرقوك في الجُبّ و بكيتْ ، غدروكَ و جُرحتْ
و زعموا أنّ العاصفة قتلتك و أنْت إستسلمتْ
يجعلونكَ تلتمس العذر دونَ إدانة و لا إقتباس
أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا ...
هكذا طعنوكَ و تألّمتْ ، نثروكَ رماداً و ألقوكْ ف بكيتْ
نشدتَ السلام والخيبة أعطوكْ
نشدتَ الحُبّ و في القهر رموكْ
دون إحساسٍ أو شفقةٍ ... أسروكَ و خُذلتْ
أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا
كم أذلّوك و بكيتْ ، تقاسموكَ و جعلوكَ لُعبةً لأوهامهم شئت ذلك أو أبيتْ
جعلتَ المودّة و الجمال بينَ أيديهم دُرراً و أقسمتْ
إلتزمتَ بوعدكَ و عن الأقداس إمتنعتْ
جعلوك الشفاء و أنت تأذّيتْ ، أودعوك الأسى جبالا و أنت حملتْ
ألقوكَ في ضلمة الجُبّ وبكيتْ
ألقوك في الجُبّ لتجلبَ لهم الماء .. عندما أدركوه نسوكْ
هكذا حكّموك و بكيتْ ، سقوكَ المُرّ و بكيتْ
فهم لا يكترثونَ لحالك و أنت من عانيتْ
و حتّى إن وهبت مقابل شربة ماء مالح نفسكْ
فلن يكترثوا لكَ و في الغديرِ و للثُعبان ألقوكْ
أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا
يقولون ما أجملك من عُصْفورٍ و في قفصٍ من الحديد أسروكَ و بكيتْ
أطلْت صبْركَ و نسيت مجدكَ و عبْدا لهم أصبحتْ
هكذا أهانوك و بكيتْ ، هكذا وهبتهم الدّنيا و هم بالموتِ جازوكْ
هكذا تُنسى كأنّك لمْ تكُن ، هكذا أحيانا يمزّقون شعرك و بكيتْ
ما كلّ هذا يا إبن السماء و وحيها
هذا ماءٌ تبلل به ريقكَ وهو حممُ بركانٍ أجبروك شربه و بكيتْ
و هذا الخُبْز يابسٌ ألقوهُ لك ، أكلتَه و بكيتْ
و هاذا السكينُ جارحٌ ، أعطوكَ إيّاه و تأذّيتْ
يقتلعون الجميل فيك و يقولون بأنّك القُبْح غزاهُ الكيدُ و السّراب
هكذا يكيدون لك و بكيتْ ، هكذا أرعبوك و بكيتْ
هكذا هم يجعلونك ذلك الشئ و في الصّباح يقتلوك
في يوم العيد نحروك ، و بعد سويعات أحرقوك و بكيتْ
هكذا مضينا جميعا مثلما يمضي قطار الأحواز في متاهته
و يأتي قطار آخر يجرّ حديده فوق بقايا جثثنا و بكينا
هكذا كانت نهايتك و بعدَ العذاب بكيتْ
بقلمي الشاعر سمير بن فرج تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق