السبت، 20 مايو 2023

Hiamemaloha

هكذا أعدموك للشاعر سمير بن فرج

 هكذا أعدموك 


هكذا أنكروكَ و بكيتْ ، كسروكَ و إنحنيتْ 

هجر القلب القتيل صدى المعبد

رحلت الرّوح و كرهت أيام العمر 

كما غادر النّور سرايا القدس و  كلمات

وعندما تجبّروا إحتقروك ، فشرّدوك 

مثلما كسروكَ و بكيتْ ، أعدموكَ و إنحنيتْ

أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا ...

يزيّنوك بفحمٍ و أساور من حديد وهي أغلال

ليأخذوك إلى وجهة و يقدّموك إلى الزُوار قربانْ

إلى المعارض يأخذوك وهماً و يُلقوكَ بين الزوايا و في المكان

كسّروا هيكلك الشامخ و خبّؤك بين التّلال و الحطب و أطلال الأعتاب

هكذا أغرقوك في الجُبّ و بكيتْ ، غدروكَ و جُرحتْ

و زعموا أنّ العاصفة قتلتك و أنْت إستسلمتْ

يجعلونكَ تلتمس العذر دونَ إدانة و لا إقتباس 

أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا ...

هكذا طعنوكَ  و تألّمتْ ، نثروكَ رماداً و ألقوكْ   ف  بكيتْ

نشدتَ السلام  والخيبة أعطوكْ 

نشدتَ الحُبّ و في القهر رموكْ

دون إحساسٍ أو شفقةٍ ... أسروكَ و خُذلتْ 

أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا 

كم أذلّوك و بكيتْ ، تقاسموكَ و جعلوكَ لُعبةً لأوهامهم شئت ذلك أو أبيتْ

جعلتَ المودّة و الجمال بينَ أيديهم دُرراً و أقسمتْ

إلتزمتَ بوعدكَ و عن الأقداس إمتنعتْ

جعلوك الشفاء و أنت تأذّيتْ ، أودعوك الأسى جبالا و أنت حملتْ

ألقوكَ في ضلمة الجُبّ وبكيتْ 

ألقوك في الجُبّ لتجلبَ لهم الماء .. عندما أدركوه نسوكْ

هكذا حكّموك و بكيتْ ، سقوكَ المُرّ و بكيتْ

فهم لا يكترثونَ لحالك و أنت من عانيتْ

و حتّى إن وهبت مقابل شربة ماء مالح نفسكْ 

فلن يكترثوا لكَ و في الغديرِ و للثُعبان ألقوكْ 

أيا إبنَ النور و آلهة السماء ما كلّ هذا 

يقولون ما أجملك من عُصْفورٍ و في قفصٍ من الحديد أسروكَ و بكيتْ

أطلْت صبْركَ و نسيت مجدكَ  و عبْدا لهم أصبحتْ 

هكذا أهانوك و بكيتْ ، هكذا وهبتهم الدّنيا و هم بالموتِ جازوكْ

هكذا تُنسى كأنّك لمْ تكُن ، هكذا  أحيانا يمزّقون شعرك و بكيتْ

ما كلّ هذا يا إبن السماء و وحيها 

هذا ماءٌ تبلل به ريقكَ وهو حممُ بركانٍ أجبروك شربه و بكيتْ

و هذا الخُبْز يابسٌ ألقوهُ لك  ، أكلتَه و بكيتْ 

و هاذا السكينُ جارحٌ ، أعطوكَ إيّاه و تأذّيتْ 

يقتلعون الجميل فيك و يقولون بأنّك القُبْح غزاهُ الكيدُ و السّراب 

هكذا يكيدون لك و بكيتْ ، هكذا أرعبوك و بكيتْ

هكذا هم يجعلونك ذلك الشئ و في الصّباح يقتلوك 

في يوم العيد نحروك ، و بعد سويعات أحرقوك و بكيتْ

هكذا مضينا جميعا مثلما يمضي قطار الأحواز في متاهته

و  يأتي قطار آخر  يجرّ حديده فوق بقايا جثثنا و بكينا

هكذا كانت نهايتك و بعدَ العذاب بكيتْ 


بقلمي   الشاعر سمير بن فرج     تونس

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :