أرزاق وعشَّاق ___________________________البحر : الكامل
رانت على قلبي خواطرُ مبتلٍ ___جالت بمقلتنا ولما تنزِلِ
فالعيشُ أصبحَ مع نهارٍ شارداً___من بعدِ ليلٍ طالَ بالمتفلفَلِ
وعلى الأسرَّةِ مثلُ طيفِ محبَّةٍ___يدعو بدمعاتٍ لوصلِ المُهمَلِ
في ساحةِ الحبِّ المدمِّرِ أنفساً ___مات الهوى في ظلِّ من لم يُقبَلِ
ما كانَ إكراهٌ ولكن نظرةٌ ___ذبحت فؤاداً والهوى قد يصطَلِي
يا من رأى صمتَ القبورِيشدُّهُ ___ليبوحَ في سهرٍ ولا يتأوَّلِ
.......................
من لي بوصلٍ للأَحبَّةِ عندما ___تهفو النُّفوسُ لكلِّ داءٍ يبتَلي
فهماً قديماً خاطئاً لمعلِّمٍ ___أنَّ العلومَ أساسُ كلِّ مُجمَّلِ
ها قد وصلنا للَّذي لا ينثني ___ عن قمَّةٍ في العلمِ تحلو للَولي
وتطيرُ أحلامٌ ترفرفُ في الفضا___مع كل سارحةٍ بها ما يقتَليَ
ذابت حشاشةُ قلبنا من خبرةٍ ___نزعت مشاعرَ مُجهدٍ لم يسألِ
عن كلِّ إحساسٍ يعالجُ جرحَهُ ___من بعدِ نزفٍ قد مضى للمقتلِ
....................
لم يبقَ ماءٌ للحياةِ بوجه مَن ___باءَ الشحوبُ لها ولم تتعلَّلِ
ذاكَ النّهارَ وفيه غشوةُ مُرهقٍ___تعلو بصفرتها ولم تتبدَّلِ
هانت محافلُ دميةٍ في قلبها ___لمّا رأت طفلاً يموتُ بمحملِ
ها قد أفاقت ، فالحياةُ رخيصةٌ ___إن قارنتها عندَ فقدِ الرُّحَّلِ
والحبُّ عشعش في العقولِ كفكرةٍ___تبدي طعاماً للجياعِ ومبتَلِ
هل من هناءٍ بعدَ صبرٍ جائرٍ ___ حملَ الشَّهادةَ وانثنى للمعمَلِ
......................
من كلِّ عقلٍ باطنٍ ظهرت لنا ___أنواءُ كُلٍّ مُعذَّبٍ لم تُحمَلِ
لا طاقةً لتجبُّرٍ في سعيها ___ للكسرِ عندَ تهاونٍ بالمقتلي
تلكَ العدالةُ في السماءِ تألَّقت ___ما كان وهمٌ في ثيابِ الجُهَّلِ
من يمتلك كلَّ الدُنى في لحظةٍ؟!___والغيرُ يحتاجُ الهواءَ لمن يلي
فاقنع برزقٍ قد أتاكَ بمقتضٍ ___ عدلاً تساوى فيه كلُّ مُبلَّلِ
قدرٌ يحاسبُ من توالى رزقُهُ ___مع كلِّ ذرَّاتٍ لها من يجتلي
..................
قد نالَ من حَصرٍ يُذيبُ مرارةً ___ من كانَ منتشياً برفعِ المُجزَلِ
من غيرِ إبطاءٍ يمرُّ بعارضٍ ___ يُنسي هناءً ما لهُ غيرَ الخَلي
فاحمد إلهكَ أن أراحكَ من عنا___وتكفَّلَ الأرزاقَ بعدَ مجندَلِ
وحماكَ من شرِّ العواطفِ إن طغت ___أنستكَ ديناً قد يروقُ المبتَلي
وصلاةَ محروم بكلِّ تخشُّعٍ ___تحيي قلوباً في الهوى لم تُشغَلِ
صلَّى الإلهٌ على الحبيبِ محمَّدٍ ___ ما عاشَ إيمانٌ بقلبٍ يقتَلي
......................
الأحد 17 شوَّال 1444 ه
7 مايو 2023 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق