مِنْ هُدَى الرَحمنِ رَشْفِي
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صَحَوتُ على صَدى ألمي وضَعفي=وأنفاسي تُجَدِّدُ فيَّّ خوفي
وتوقِدُ حَسرتي حتى تراني=أنُوءُ بمُفرَدِي عن كُلِّ إِلفِ
إذا هَجَعَ الأنامُ جَلسْتُ وحدي=أفكِّرُ ضارباً كفاً بكفِّ
وتَملؤني الهمومُ صدىً تلظّى=لتَِجتاحَ المَوَاجِعُ كلّ حَرفِ
كأني بتُّ في قهر ٍ تفشّى=يزيدُ مرارتي ويطيل نزفي
أذوقُ المُرَّ مُعتَرِفاً بأني =المقصر في الكِفاح ِ؛ ولست أنفي
وَ لَم أَكُ يائساً من أُمنياتي=لأترك بَيدَرَ الأحلام خَلفي
ولكني وجدتُ العُمْرَ يَمضي=ومازال الحَصادُ خَواءَ جَوفي
أُطاردُ ما يَزولُ وليس يُرجى=وأَجعَلُ في مَدى الأشياءِ سَقفي
فأنسى أنَّ صَوتي مُسْتَباحٌ=وأنّ الأرضَ في سَلبٍ وخَطْفِ
كأني بِتُّ في صَمتي رهيناً=أُفتّشُ عن صَدَى عََون ٍ ولُطفِ
وأستجدي استِمالةَ مَنْ غزاني=وأغواني بما يُبدي ويُخفي
ليَصهَرَ عَزمِيَ العاتي فأغدو=رَهِينَ الخَوفِ أطلبُ كُلّ عَطفِ
وأرجو الغَوثَ مِمَنْ حاصروني=لأرْزَحَ بين تَمزيقٍ وعُنفِ
ولي في وَحدةِ الأهلين غَوثٌ=يُبَدِّدُ حَسرتي ويزين وَصفي
يذكّرني بأني لست فرداً=ويُغني قُوتي عن كلّ حِلْفِ
فلست بعابر الدنيا طريداً=يَنوءُ بخوفِهِ عن كُلّ طَيفِ
ولستُ بِجاعِلِ الدنيا انشغالي=ولا قلبي عن الأفراحِ منفي
يرى "التسويف" والسلوى خلاصاً]ليبقى خاوياً مِنْ كُلِّ وَصفِ
بلا هدفٍ يَعِيشُ له؛ ولكنْ=يعيش منزهاً عن كلّ خسفِ
ولست بقاصدٍ أرضَ التَجَافي=لأملأ بالظنون دروبَ حَتفي
كمن ينهار في حِقدٍ تعامى=عن الأنوار في جهلٍ وعَسْفِ
ولكني وَجَدتُ بني تُرابي=يُجيدونَ التَوَرّطَ في التَشَفِّي
فهذا يُحرِقُ التاريخَ عَمْداً=وقد مَدَّ الذِراعَ لكلّ جلفِ
يُعينُ الغَدرَ كي يَطغى بأرضٍ=يُذيقُ تُرابَها مِنْ كُلِّ صنفِ
وهذا يَستزيدُ مِن الملاهي=فيُسرِفُ خارجاً عَنْ كُلّ عُرفِ
وينسى أنّ مَورِدَهُ سقامٌ=يُذِيبُُ النَفسَ في قَهْر ٍ وضَعفِ
فيا ربي أجِرني من هُمُومي=وأحيِِ ِ العَزمَ في زندي وسيفي
وأَيقِظْ مَنْ ألَمَّ بِهِ اغتِرابٌ=عسى الأيام بالآمالِ تَشفي
فليس الحُزن في قلبي قنوطاً=وقد ذُقْتُ المرارةَ رغمَ أنفي
فمازالَ الضِياءُ مَسارَ سَعيي=ومَبعَثَ يقظتي ومنارَ طَرْفي
لأني مؤمنٌ والصبر دأبي=بجهدٍ مُخلص ٍ في كُلِّ ظَرفِ
فإنْ ضاقتْ بِيَ الدُنيا فحَسْبي=بأني من هُدَى الرحمن ِ رَشفي
........................................
الأربعاء، 11 أيار، 2005
من مجموعة: استراحة على ضفاف الجرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق