الأربعاء، 12 يوليو 2023

من هدى الرحمن رشفي للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 مِنْ هُدَى الرَحمنِ رَشْفِي

 محمد حسام الدين دويدري

 ـــــــــــــــــــــــــــــ

صَحَوتُ على صَدى ألمي وضَعفي=وأنفاسي تُجَدِّدُ فيَّّ خوفي

وتوقِدُ حَسرتي حتى تراني=أنُوءُ بمُفرَدِي عن كُلِّ إِلفِ

إذا هَجَعَ الأنامُ جَلسْتُ وحدي=أفكِّرُ ضارباً كفاً بكفِّ

 وتَملؤني الهمومُ صدىً تلظّى=لتَِجتاحَ المَوَاجِعُ كلّ حَرفِ

كأني بتُّ في قهر ٍ تفشّى=يزيدُ مرارتي ويطيل نزفي

أذوقُ المُرَّ مُعتَرِفاً بأني =المقصر في الكِفاح ِ؛ ولست أنفي

وَ لَم أَكُ يائساً من أُمنياتي=لأترك بَيدَرَ الأحلام خَلفي

ولكني وجدتُ العُمْرَ يَمضي=ومازال الحَصادُ خَواءَ جَوفي

أُطاردُ ما يَزولُ وليس يُرجى=وأَجعَلُ في مَدى الأشياءِ سَقفي

فأنسى أنَّ صَوتي مُسْتَباحٌ=وأنّ الأرضَ في سَلبٍ وخَطْفِ

كأني بِتُّ في صَمتي رهيناً=أُفتّشُ عن صَدَى عََون ٍ ولُطفِ

وأستجدي استِمالةَ مَنْ غزاني=وأغواني بما يُبدي ويُخفي

ليَصهَرَ عَزمِيَ العاتي فأغدو=رَهِينَ الخَوفِ أطلبُ كُلّ عَطفِ

وأرجو الغَوثَ مِمَنْ حاصروني=لأرْزَحَ بين تَمزيقٍ وعُنفِ

ولي في وَحدةِ الأهلين غَوثٌ=يُبَدِّدُ حَسرتي ويزين وَصفي

يذكّرني بأني لست فرداً=ويُغني قُوتي عن كلّ حِلْفِ

فلست بعابر الدنيا طريداً=يَنوءُ بخوفِهِ عن كُلّ طَيفِ

ولستُ بِجاعِلِ الدنيا انشغالي=ولا قلبي عن الأفراحِ منفي

يرى "التسويف" والسلوى خلاصاً]ليبقى خاوياً مِنْ كُلِّ وَصفِ

بلا هدفٍ يَعِيشُ له؛ ولكنْ=يعيش منزهاً عن كلّ خسفِ

ولست بقاصدٍ أرضَ التَجَافي=لأملأ بالظنون دروبَ حَتفي

كمن ينهار في حِقدٍ تعامى=عن الأنوار في جهلٍ وعَسْفِ

ولكني وَجَدتُ بني تُرابي=يُجيدونَ التَوَرّطَ في التَشَفِّي

فهذا يُحرِقُ التاريخَ عَمْداً=وقد مَدَّ الذِراعَ لكلّ جلفِ

يُعينُ الغَدرَ كي يَطغى بأرضٍ=يُذيقُ تُرابَها مِنْ كُلِّ صنفِ

وهذا يَستزيدُ مِن الملاهي=فيُسرِفُ خارجاً عَنْ كُلّ عُرفِ

 وينسى أنّ مَورِدَهُ سقامٌ=يُذِيبُُ النَفسَ في قَهْر ٍ وضَعفِ

فيا ربي أجِرني من هُمُومي=وأحيِِ ِ العَزمَ في زندي وسيفي

وأَيقِظْ مَنْ ألَمَّ بِهِ اغتِرابٌ=عسى الأيام بالآمالِ تَشفي

فليس الحُزن في قلبي قنوطاً=وقد ذُقْتُ المرارةَ رغمَ أنفي

فمازالَ الضِياءُ مَسارَ سَعيي=ومَبعَثَ يقظتي ومنارَ طَرْفي

لأني مؤمنٌ والصبر دأبي=بجهدٍ مُخلص ٍ في كُلِّ ظَرفِ

فإنْ ضاقتْ بِيَ الدُنيا فحَسْبي=بأني من هُدَى الرحمن ِ رَشفي

........................................

الأربعاء، 11 أيار، 2005

من مجموعة: استراحة على ضفاف الجرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق