" آهٍ أيا طفلتي "
قد مر عيدكِ في ذكرى فأحيانا
يابنت قلبي ألا تدرين ما كانَا
في الرغد عشنا وما جفَّت منابعنا
لكنه البعد قد أبلى فأنسانا
كم جال طيفكِ في ليلٍ يؤرقني
والهمُّ سيلٌ على الوجنات أبكانا
في بعدكِ الجرح قد أثخنتِ نازفه
حتى ظننتُ نزوع الروح قد حانا
حجبتُ عيني عن الأفراح في ألم
حتى الأماني رماها الهم أحزانا
كم ضاق صدري بذكرى قد حفلتُ بها
مَاانْفَكَّ يفدي شفير الموت قربانا
طال البعاد وبات القلب مكتئباً
يازهرة العمر رحيق الروض عادانا
جفَّت جناني ومن شوق أكابده
فرامَها الشوكُ والآلام أسقانا
يا نور عيني إليكِ القلبُ مرتحلٌ
يبكيكِ حزناً فهل أنساكِ عنوانا
أغمضتُ عيني لكي ألقاكِ في حلمٍ
يبددُّ الشوق من أحزانِ دنيانا
عن نهج دربي أراكِ اليوم غافيةً
والنبض يعزف كم أبدعتِ ألحانا
نجوم دهري غفت والديم يخفيها
لن يأتها النور إن باءت للقيانا
شفيع أمَّك كان القلب يحضنها
في الهدم طالت أيادي البعد أركانا
قد أحكمتنا ظروفُ العيش مفترقاً
حطَّت علينا ولم نحسب ضحايانا
أدعوكَ ربَّي بأن يبقيكِ طفلتنا
لا تدرك اللوم ما كبرت لتنسانا
أضحى البعيد منال القلب يعصمني
عن رؤية الغضَّ كم أردفتِ أحزانا
ياطفلة العيد هل أمطرتِ من قطرٍ
ليظلَّ قلبي وفيَّ الروح نديانا
اليوم أدركُ أن العمر يسبقني
إلى جهولٍ عمي العين نادانا
فنظرة الحبِّ من عينيكِ تشغفني
تروي الضنين لكم احصيتُ حرمانا
يا نسمة الروح إن الروح في وطرٍ
مازال شوقي إليك اليوم هيمانا
أفديك عمري إذا أبديت مكرمة
لترحمِ القلبَ ، باتَ القلبُ ظمآنا
في الهمِّ أرزح ولا عَطِفٌ يداهنني
حتى السلام أراه اليوم إحسانا
يا بنت قلبي فأنت القلب لا تغبي
إن غبتِ عنِّي (أموت، أعيش) سيَّانا
بقلم المستشار الثقافي
السفير.د. مروان كوجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق