الجمعة، 15 سبتمبر 2023

عند الإشارة تكون الساعة للشاعرة حكيمة مكيسي

 عند الإشارة تكون الساعة

وهنا توقفت عقارب الزمن بهذه الساعة

و ارتعدت الفرائص أمام هذه الإشارة

هل مفاتن الحياة أنستنا تأدية الفرائض 

من حين لآخر تثور ثائرة الأرض 

لتذكرنا أن جبالها ستدك دكا يوم العرض 

و أن زلزلة الساعة لأمر رهيب

لعلنا نستفيق من غفلتنا و سهونا

و إن كان الفرار محتوما

فما أجمله إلى فاطر الكون

واحدة كانت كافية هذه الثانية

لنستوعب أن الدنيا فانية

أن أنفسنا الأمارة بالسوء علينا جانية

و أن دوام الحال من المحال

للسير في طريق الله نشد الرحال

بعد هذه اللحظة العصيبة

تجرع الناس أوجاع الفقد و الضياع

طالهم دمار خلفته هذه المصيبة

الأرواح تصعد لبارئها لتلبية النداء

و الألسن تتضرع إليه بالذكر و الدعاء

فالمباني الهشة من طين و تراب

تهدمت على رؤوسهم و حطمت مصيرهم

و استحالت بقدرة قادر إلى خراب

رغم بساطتهم انتزع منهم هذا الخطب

حلاوة السكينة و الاستقرار

لم يعد بمقدور الناجين اتخاذ القرار

إلا التسليم بمشيئة المولى و إرادته

بعد أن كانت مساكنهم مصدر الأمان

أصبحت أنقاضا طمرت تحتها جرحى 

و منكوبين

النفسية تصدعت جراء هذا الانهيار

الخير فيما اختاره الله و هذا نعم الاختيار

تشردت الأهالي و افترق الأحباب

هل أدرك الآباء و الأبناء أن للموت أسباب

حزن دفين خيم على كل الملامح

و رغم ما ألم بها الصمود عليها واضح

اقتنعت أن الخالق من أصدر الأمر للصفائح

دموعكم الغالية أدمت القلوب يا يتامى

لكم رب لطيف أنتم و كل الأيامى

قائد الأمة تكفل بجبر خواطركم المكسورة

بكل سخاء و عطف مد يده الميسورة 

و لأن كل محنة تخفي في طياتها منحة

أبان المغاربة عن تضامنهم و تكافلهم

ظهرت للعيان قيمهم الأصيلة

الجود و الإيثار كانا سيدا الموقف

بالدم و المال تبرعوا و كانت أروع حصيلة

بحياتهم جازفوا و إن كانت

المسالك وعرة و مقفرة

لإيصال الإمدادات و لمؤازرة أشقائهم

كل القطاعات لم تبخل باختصاصها 

و هل يخفى واجب الجنود المجندة

التى سخرت طاقاتها دون أي أجندة

هدفها السامي الإنقاذ و الإغاثة

و انتشال جثث الضحايا بكل استماثة

تحت الركام مشرئبة هي الأعناق

و الهلع خنق أصواتها المتناهية من الأعماق

انفطر الوجدان على مأساتك يا وطني

تكبدت الشدائد و لهذا وجب الحداد

على الضرر الذي مسك انسكب المداد  

استبشر خيرا يا مغرب الخير

فهل تعلم أنه رغم الفاجعة الرزايا عطاء

و أن هناك مزايا عديدة لكل ابتلاء

ستجتاز تبعات و آثار هذا الزلزال

و اعتبر أن كل خطر يحدق بك 

بإذن و رحمة الوهاب قد زال


اللهم ارحم موتى المسلمين رحمة واسعة 

و الطف يا الله بالمصابين و النازحين لطفا

دائما في بلدي المغرب و كذلك في ليبيا

الشقيقة..قلوبنا مع أشقائنا الليبيين...


حكيمة مكيسي..المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق