عند الإشارة تكون الساعة
وهنا توقفت عقارب الزمن بهذه الساعة
و ارتعدت الفرائص أمام هذه الإشارة
هل مفاتن الحياة أنستنا تأدية الفرائض
من حين لآخر تثور ثائرة الأرض
لتذكرنا أن جبالها ستدك دكا يوم العرض
و أن زلزلة الساعة لأمر رهيب
لعلنا نستفيق من غفلتنا و سهونا
و إن كان الفرار محتوما
فما أجمله إلى فاطر الكون
واحدة كانت كافية هذه الثانية
لنستوعب أن الدنيا فانية
أن أنفسنا الأمارة بالسوء علينا جانية
و أن دوام الحال من المحال
للسير في طريق الله نشد الرحال
بعد هذه اللحظة العصيبة
تجرع الناس أوجاع الفقد و الضياع
طالهم دمار خلفته هذه المصيبة
الأرواح تصعد لبارئها لتلبية النداء
و الألسن تتضرع إليه بالذكر و الدعاء
فالمباني الهشة من طين و تراب
تهدمت على رؤوسهم و حطمت مصيرهم
و استحالت بقدرة قادر إلى خراب
رغم بساطتهم انتزع منهم هذا الخطب
حلاوة السكينة و الاستقرار
لم يعد بمقدور الناجين اتخاذ القرار
إلا التسليم بمشيئة المولى و إرادته
بعد أن كانت مساكنهم مصدر الأمان
أصبحت أنقاضا طمرت تحتها جرحى
و منكوبين
النفسية تصدعت جراء هذا الانهيار
الخير فيما اختاره الله و هذا نعم الاختيار
تشردت الأهالي و افترق الأحباب
هل أدرك الآباء و الأبناء أن للموت أسباب
حزن دفين خيم على كل الملامح
و رغم ما ألم بها الصمود عليها واضح
اقتنعت أن الخالق من أصدر الأمر للصفائح
دموعكم الغالية أدمت القلوب يا يتامى
لكم رب لطيف أنتم و كل الأيامى
قائد الأمة تكفل بجبر خواطركم المكسورة
بكل سخاء و عطف مد يده الميسورة
و لأن كل محنة تخفي في طياتها منحة
أبان المغاربة عن تضامنهم و تكافلهم
ظهرت للعيان قيمهم الأصيلة
الجود و الإيثار كانا سيدا الموقف
بالدم و المال تبرعوا و كانت أروع حصيلة
بحياتهم جازفوا و إن كانت
المسالك وعرة و مقفرة
لإيصال الإمدادات و لمؤازرة أشقائهم
كل القطاعات لم تبخل باختصاصها
و هل يخفى واجب الجنود المجندة
التى سخرت طاقاتها دون أي أجندة
هدفها السامي الإنقاذ و الإغاثة
و انتشال جثث الضحايا بكل استماثة
تحت الركام مشرئبة هي الأعناق
و الهلع خنق أصواتها المتناهية من الأعماق
انفطر الوجدان على مأساتك يا وطني
تكبدت الشدائد و لهذا وجب الحداد
على الضرر الذي مسك انسكب المداد
استبشر خيرا يا مغرب الخير
فهل تعلم أنه رغم الفاجعة الرزايا عطاء
و أن هناك مزايا عديدة لكل ابتلاء
ستجتاز تبعات و آثار هذا الزلزال
و اعتبر أن كل خطر يحدق بك
بإذن و رحمة الوهاب قد زال
اللهم ارحم موتى المسلمين رحمة واسعة
و الطف يا الله بالمصابين و النازحين لطفا
دائما في بلدي المغرب و كذلك في ليبيا
الشقيقة..قلوبنا مع أشقائنا الليبيين...
حكيمة مكيسي..المغرب