الاثنين، 18 سبتمبر 2023

سَـــ و سَــوْفَ للشاعرة ماريا غازي

 سَـــ و سَــوْفَ 

 

سـَـوْفَ لَنْ يَتَغَيَّرَ شَيْءٌ كَمَا وَعَدْتَنِي 

و سَـــأظلُ أغْفِرُ حَتَّى أَتْعَبْ 

و قَد تَعِبْتُ حَقًّا و أنهَكْتَني 

شُكْرًا لِعُمْرٍ سَرَقْتَهُ مِنِّي دُونَ أَنْ أُذْنِبْ 

سَـــأعاتبُ طَيْفاً مِنْكَ كَانَ يُراوِدُني 

و يَقُولُ لِي فِي كُلِّ حِينٍ :أُحِبُّكِ.. و لَمْ أَكْذِبْ 

سـَــأقاتِلُكَ فِي كُلِّ مَوْعِدِ ذِكْرَى إذَا زُرْتَني 

مَا هَكَذَا يَكُونُ الْحُبُّ يَا أَجْدَبْ!! 

سـَـوْفَ يَتَغَيَّرُ كُلُّ شَيْءٍ كَأَنَّك يَوْمًا مَا قَدْ عَرَفْتَنِي 

سَـــأموتُ و أَحْيَا فَلَا تتَّعجبْ 

كُلُّ الْوُجُوهِ إذَا قابلْتَها ، سَـتُذَكِرُكَ فتَذْكُرُني 

و تَذْكُرُ قَلْبِي الَّذِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ طَلَبْتُ أَنْ يَتَقَلَّبْ 

تَقَلَّبَ الْحُبّ حِينَ بِوَصْلِكَ شاقَقْتَني 

و بَات الْهَوَى أَمْرًا مُضْنِي و مُتْعِبْ 

مَا عُدْتُ أُحِبُّكَ بِذَاكَ الْقَدْرِ مُنْذ أَنْ ألْقَيْتَني 

فِي نَارِ حَيْرَتِي و انْتِظَارِي أُصْلَبْ 

بَرْدٌ و سَلَامٌ عَلَى قَلْبِي وَ مَا أحْرَقْتَني 

إِلَّا لِأَنَّ وَجْهَ الْحُبّ فِيكَ مُشَوّهٌ فَطَاب لَكَ مِنْ جَمَالِ وَجْهِهِ عِنْدِي أَنْ تَتَقَرَّبْ 

سَـــ و سَــوْفَ حَرْفَا اسْتِقْبَالٍ ، عَلَّمْتَنِي 

مَتَى اسْتَقْبَلْتُ مِنْك كَلَامًا بِه السَّكِينَةُ بِي تتّطبَبْ؟ 

سِهَامٌ مِن فاهِكَ تُلْقِيهَا و تُصِيبُنِي 

و أَصْلُ السَّهْمِ شَغَفُ حَطّابٍ جَلَس يَتَسَلَّى بِسَنِّهِ حِين تحَطّبْ 

اِسْتَقْوَى هُوَ عَلَى حطّابه و أَنْت بِالْمِثْل استَضْعَفْتَني 

و مَا ذِمَمُ الْأَفْئِدَةِ تَأْخَذُ مِنْ غَيْرِ أَصْحَابِهَا دُونَ وَجْهِ حَقٍّ تُطْلَبْ! 

مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ أخَذْتَ بِأبْسَطِها سَـــ و سَايَرْتَنِي و طمْأنتَني ؟

إذَا رِيحُ خَوْفٍ عَلَى إحساسي بِعِدَّتِه تَأَهَّبْ 

هَبْ لِلْقَطِيعَة قَلْبِي مَا عَادَ يَعْنِينِي 

مَوْتُ قَلْبٍ عَلَى يَدَيْك مَاتَ مَرَّاتٍ و فِي كُلِّ مَرَّةٍ كُنْتَ عُرْس الْأَرْوَاحِ لَهُ تنْصِبْ 

تَسْتَدْعِيه حِين تَشَاء ، و مَتَى مَا شئْتَ تُلْقِيه و تُلْقيني 

سـَــأطلقُ شَبَحًا يَلْعَنُ لَحَظَاتٍ سَال فِيهَا دَمْعٌ عَلَيْكَ ، فَلَا تَقْرَّبْ 

لَا تَقْرَبْ حُدُود نَارِي فيَطالَكَ جَحِيمٌ كَانَ بِالْأَمْسِ سَلْسَبِيلَ حُبٍّ يَرْويكَ و يُشْقيني 

اِسْتَطْعِمْ و تَلَذَّذْ بِهَذِهِ الْأَيَّامِ ،فَحَظي الْآن هُنَيْهَةً مُتَعَطِبْ 

لَكِن ، ستدور الدَّوَائِرُ فِي الْآتِي و سيزولُ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ يُبْكِينِي 

و مَا أَضْحَكَ الْوَقْتُ سِنًّا بِحَمْد رَبِّهِ،  لِسَانُهُ مَا تَرَطَّبْ 

إنَّ النِّعَمَ تَزُول إذَا أهْمَلْتَها و نِعْمَتِي خَيْرُ وُجُودِي، زَوَالُهُ عِنْدَك لِلْأَبَد سَيَكْفيني

هذهِ آخرُ قصائِدي عَنكَ ؛ لعَينيْكَ أقْسَمْتُ أنْ لا أكْتُبْ...!


سَـــ و سَــوْفَ

مارياغازي 

الجزائر 2023/09/01

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق