* الرايةُ البيضاء*
جعلتَ القلبَ لي قصرا
وعيني في الهوى سكرى
كتبتَ الشعرَ من دمّي
وشرياني بدا السطرا
فدبَّ الحبُّ في نفسي
ترامى فيَّ واستشرى
أنا جناتُكَ المأوى
وحبي الآيةُ الكبرى
فهل تخشى بوجداني
ضرامًا أو به تعرى
فقلبي والهوى ابتهجا
فيا عينايَ لي قرّا
شربتُ الحلوَ من كأسٍ
فخلَّ النظرةَ المرّا
رفعتُ الرايةَ البيضا
ءَ قلبي والهوى أسرى
أنا الايقونةُ البيضا
ءُ في أشواقِكَ الحمرا
أزالَ الفقرَ من قلبي
فبعدَ الفقرِ لي أثرى
أتاني قاصدًا فكري
وَعاني حينما استقرا
فؤادي كانَ جوهرةً
وحبّي عندكَ الدرّا
فإنّي البازُ آتيهِ
فلم أترك له صقرا
ولم أترك له عشًّا
ولم اترك له وكرا
عيونٌ هدّدت قلبي
أخافُ السودَ والخضرا
فلمّا غابتِ الآما
لُ دهري في الهوى أزرى
فكنتُ الجنةَ الغنا
ءَ حتى حلتني صحرا
فلا من وردةٍ تزهو
لألقي في الجوى العطرا
فأمست مقلتي تجري
على وجناتيَ الحرّى
وأمسى عاصفًا بدمي
وشريانَ الهوى جرّا
فسوّى جنبتي اليمنى
وألقى مهجتي اليسرى
كأنّي ريشةٌ أخذت
فطارت عندما ذرّى
وقلبي صارَ صلصالًا
فمن نيرانِهِ احترّى
بقفرٍ تسكنُ الأهوا
ءُ خفتُ الجدبَ والقفرا
على هجرانِهِ يمضي
وفي إعراضِهِ صرّا
وإذ يُسّرتَ لليسرى
وما يُسّرتَ للعسرى
أتاني بعدما ولّى
فألقى عنديَ العذرا
فأوحى في دمي أمرًا
فلم أرفض له أمرا
فقالَ الآنَ لم أبرح
فدعني أسكن الصدرا
ودعني في الجوى أبني
إذا لم تعترض خدرا
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق