خواطر في ليل السهاد
المدى زوبعة، والناس يهرولون خلف رغيف تتلاعب به أهواء النفط، ومع الأوهام يقلي الأحلام في زيت السراب ، ورتابة الوقت تسبح في بركة من ضجر . مطر غاضب ينزل بعد غياب طويل ، ليصفع الأمنيات، والأحواض تشتهي وردا صادره ربيع احمر. ثم القاه في فرن العداء. والحياة فقدت اللون والطعم والرائحة، إلا رائحة البارود والدم المحترق على الإسفلت. والدمار المتربص يتلمظ ليزدرد ما تبقى من وجود. والحقيقة تطارد أكاذيب التاريخ تحت ولولة الزمن الجانح نحو الغروب. وبكاء الأفواه المقتاتة بالرماد في أزمنة النكسات. والمخاضات تمتص أشعة تسربت من خلف القضبان . في زمن هجرة النحل .والضباب يلف زوارق الهاربين . وترتنيمات الرعاة تذوب في مدن الدخان كأحلام الأطفال العادية وراء السراب.
المصطفى كووار