لحظات
هل الدنيا ستَثبتُ أم تروحُ
وهل تبقى منازلُ أو صروحُ
ستعرفُ أنّها لحظاتُ عمرٍ
فما تنجو بها أو تستريحُ
فما يبقى سوى صنعٍ كريمٍ
وما يفنى بها عملٌ صحيحُ
ينوِّرُ وجهَكَ الإحسانُ طرًّا
يسوِّدُ وجهَكَ الخلقُ القبيحُ
هي الدنيا إذا نفرت علينا
فلا قلبٌ ولا خلٌّ نصوحُ
تُعَتِّمُ مرّةً فتضِلُّ نفسٌ
ومراتٍ بها هذا الوضوحُ
فنوحوا اليوم أو أبكوا قليلًا
فلم ينجُ من الوفياتِ نوحُ
فتقتلُ أنفسًا وتُبيدُ أخرى
وتتركُ من تشا أو تستبيحُ
هي النارُ التي لا بدَّ منها
فطفّوها بإحسانٍ وزيحوا
فإن تهمل عواقبَها تُسجَّ
وما ينجو بها أبداً طريحُ
فذي عبرٌ يصدّقُها خلوقٌ
ويكفرُ في حقيقتِها الوقيحُ
آلا يا أيها الثقلانِ هبّوا
ودوّوا عندها عَلنًا وصيحوا
فلم ينفع لها من البلغاءِ وعظٌ
ولم يجدِ لدى الصمِّ الفصيحُ
إذا ضاقت بكَ الدنيا فدعها
سيشرحُ صدرَنا الكونُ الفسيحُ
له ربٌّ تعالى من بديعٍ
لتنغرسَ الإرادةُ و الطموحُ
فذا عبقٌ من الرحمنِ ضوّا
وذا نشرٌ بشائرُهُ تفوحُ
وذا حبٌّ لربِّ الناسِ يسري
وما غيرُ التودُّدِ اذ نبوحُ
سيفتحُ ربُّنا فتحًا مبينًا
فقد بانت من اللهِ الفتوحُ
بحرمةِ سيّدِ الأكوانِ طه
وحرمةِ من له الوجهُ المليحُ
فلا تجعل لنا الآلامَ ثوبًا
فقد أمضت بنا هذي القروحُ
فكن للهِ ملتزمَ الوصايا
سيأمنُ من لظًى قلبٌ نصوحُ
هي الدنيا ستفهمُها بيسرٍ
وتدركُ عند عجمتِها الشروحُ
إذا لانت طباعُ المرءِ يحلو
وما يحلو بما كسبَ الجموحُ
تشدُّ المرءَ أفضالٌ وطيبٌ
فَنِعم المرءُ في الدنيا السميحُ
تجودُ النفسُ بالمعروفِ لكن
بلا خيرٍ يجازيك الشحيحُ
تشبّث بالهدى فهنا استباقٌ
بها تبقى تقاومُ أو تطيحُ
فيمكن أن تكونَ هنا وضيعًا
ويمكن أن يعيشَ بك المسيحُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق