الجمعة، 17 نوفمبر 2023

ياغثاء السيل للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 يا غثاء السيل

محمد حسام الدين دويدري

_______________

صاحت حجارة أرضنا في غزّة الشرف:

من جَمعكم يا سادتي أصابني القَرَف

وصرت أخشى  أن يصير عالم البَشَر

كعالم الوحوش حيث انهار وارتجف

فالقوة البلهاء أمست تحرق الثرى

وما عليه باقتدار عقله انحرف

فصار عقلاً جامحاً مضى  بلا هدىً

يعاند الأخلاق والقانون والعُرَف

ألا ترون كيف صار الحق كبوة

واللص أمسى  ساكناً للدار  وانكشف 

يريد قتل أهل الدار كي يُرى

كصاحب الأشجار والبطاح والغرف 

و يعد عصر من جنون الحرب لم تزل

جموعكم غثاء سيل مثلما وصف

ولم يزل عدوكم يهاجم الثرى

ويحرق البلاد بالفوسفور والصلف

تجمّعت ذئاب الأرض في دياركم

ودُنٍّسَ  الأقصى ولم نرَ بكم أسف

بل زدتمُ مسالك  "التطبيع" في مدى

أعمالكم ولم تروا مرارة الجنف

فصار وحشاً جامحاً أنيابه قضت

حتى على الأحلام والأطفال والنُطًف

يريد قهر كل مافي الأرض من حياة

والزرع والديدان والضروع والعلف 

سلاحه مُحَرّمٌ ولم نزل نرى

حكام كل الأرض في مواسم الخرف

يعاقرون الصمت  لا يرون ماجرى

سوى مناسبات كيد تاه وانجرف

فيما شعوب الأرض تصدر الصدى

وتملأ الآفاق صوتاً هادراً هتف

فضاع ذاك الصوت صار  مثل صرخة

في غابة وحوشها في عيشة الصُدَف

فمن طغى منها  بدا كسيد الفلا

ومن غدا فريسة لحتفه وقف

فهل أعَدّت زمرة الأعراب نفسها

لساعة يحيكها الباغون في الغُرَف

وهم على "تطبيعهم" يرون ما جرى

محرّكاً لندوةٍ  تمضي بلا هدف 

فيها كلام صائتٌ يطير في المَدى

لينقضي ككلّ جَمعٍ سابق سَلَف

ويكتب التاريخ   سفر قمّةٍ مضت

فنددت واستنكرت وزادت الكُلَف

وأشعلت منابر الإعلام في مدى

ساعات بَثٍّ تنقضي في كومة التلف

فيا غثاء السيل كيف طاش سهمكم

عودوا إلى رشادكم وحققوا الهدف

فيما سيبقى الصامدون في صراعهم

نصيرهم إيمانهم وصبرهم عَطَف

يرابطون في تراب الطهر  والهدى

يرون في ثباتهم للأمة الشَرَف

................

١٤ /  ١١ /  ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق