بيئة..
تضخمت ذبابات وانتفخت.. أعجبت بنفسها.. قارنت نفسها مع النحل.. إنها بنفس حجمه و من نفس فصيلته.. فصيلة الحشرات.. تساءلت واحدة منهم:
- إذن ماذا ينقصنا نحن الذباب لنكون مثل النحل؟ يحبه الإنسان رغم لذغاته الموجعة للدفاع عن ممتلكاته.. يهتم به.. يبني له أجباحا.. يطعمه رحيق الأزهار و السكريات. عكس معاملاته لنا نحن الذباب. فهو ما فتئ يحاربنا بالمبيدات حتى يوم القيامة..
جلست تفكر. قالت:
- لعله العنصرية؟ أو ربما لعله المناخ، أو لعلها تشتتنا وحب الفردانية؟ أو ربما قد تكون مخلفات مجتمعنا؟
قررت أن تتنكر و تقتحم جبح نحل لترى. مرت ببابه.. دخلته.. اكتشف النحل خدعتها لكنه تركها ليرى ما ستفعله.. جلست في زاوية منعزلة من الجبح.. أخذت تتمعن فيما يصير.. نظام مدهش: تعليم وتربية أبناء! غداء صحي ناجع! توزيع خدمات! توقيت صارم عند الكل، للقيام بالأعمال! احترام الوظائف! قالت:
- إذن هذه هي عوامل هذا المحصول الذي هو أحلى مادة تتسابق إليها المخلوقات..
تسللت.. خرجت ساخطة على نفسها.. قال لها حارس الباب متهكما:
- لعلك انتفعت بالزيارة؟ ما ردت عليه.. طارت و هي تردد:
- نحن شراذم حيرى لا نظام لها.. نحن مخلوقات لا تفرق لا بين الحلال ولا يبن الحرام. النحل ينتقي، ونحن مخلوقات تحشوا بطونها بكل ما استحوذت عليه..
فمن تربى على شيء شاب عليه.. وكل إناء يرشح بما فيه...
أحمد علي صدقي/ المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق