قبل 44 سنة أثناء دراستي الجامعية في حلب، كتبت هذه القصيدة وهي شعر حديث (شعر التفعيلة ) ، والتفعيلة المستعملة هي مفاعلتن .
(( كنتِ لي قدراً ))
أُحاولُ طبعَ صورتكِ
بِأعماقي وَذاكرتي
أُريدُكِ في مُخَيِّلتي
كَنورِ الشمسِ إنْ
سَطَعتْ
لكي أرجعْ
أعودُ إليكِ يا قدري
أسافرُ عِبْرَ عينيكِ
أضيعُ في المتاهاتِ
وًأزفرُ كلَّ آهاتي
وَأَنْفُثُها
لكي أنسى جِراحاتي
وَأنساكِ
لِأنّكِ كنتِ لي جرحاً
عميقاً ليسَ يَنْدَمِلُ
وَلكنْ كيفَ أنساكِ ؟
فَقد عايشتكِ زمناً
وَسوفَ أظلُّ أحياكِ
أغورُ في ثناياكِ
لِأَسبرَها
فَأنتِ كنتِ لي قدراً
وَما أحلاهُ منْ قدَرٍ
بهذا العالم القاسي
الّذي يخلو منَ الحبِّ
مِنَ الإحساسِ بالناسِ
فَأمرُ الكون في يَدِنا
سَيُمسي الأجملَ ، الأحلى
إذا حبّاً زرعناهُ
وَيُصبحُ جنّةً غنّاءَ
نعيشُ بها سعادتنا
إذا نحنُ احتويناهُ
وَبِالحبِّ سقيناهُ
فَنحصدهُ كما نبغي
فَما مِنْ زارعٍ يحصدْ
وَلا يزرعْ
وَما مِنْ عاشقٍ يسعدْ
بلا عشقٍ
لِأنَّ العشقَ كَالزرعِ
فذاكَ الحبُّ نعطيهِ
وَذاكَ الماءُ نسقيهِ
وَفي قلبي زرعتُ
حبّكِ الأبديُّ يا ( سعدي )*
لكي ينموْ
وَيُزهرَ مثلما الوردِ
ولكنْ ماتتِ الشتلةْ
وَيا أسفي
قُبَيْلَ موعد الحَصْدِ
* تم استبدال الاسم بكلمة سعدي
شعر المهندس : صبري مسعود (( حلب -٢-٤-١٩٨٠ ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق