لك يا شاهدة حبي أتيت الآن
أقضي حق الوداع الأخير
يا رمال الكثبان تنقش فيها
الريح أسطورة الحياة الغرور
يا نسيم الشمال يبعث بالرغو
ويهفو على الرشاش النثير
أنت يا من شهدت فجر غرامي
ووعيت الغداة سر الدهور
أين أخفيت أمسياتي اللواتي
نزعتها مني يد المقدور
أمحاها الزمان أم حجبتها
من عواديه ماحيات البدور
بدلتني الأقدار منها بليل
مدلهم الآفاق جهم الستور
غشى العين ظله وتمشت
في دمي منه رعشة المقرور
فأنظري ما ترين غير شقي
طاف يبكي بالشاطئ المهجور
راعه عاصف يرج السماوات
وموج يضج ملء البحور
فكأن الحياة في مسمعيه
ضجة الحشر أو هزيم السعير
وكأن الوجود في ناظريه
وهدة اليأس أو ظلام القبور
في هزيم الرياح في قاصف
الرعد يدوي للبارق المستطير
في الفياقي ووجوما
والمحيطات صاخبات الهدير
في الدياجي عوابسا ونجوم
الليل بين الخفوق والتغوير
أنها الكائنات تبكي لمبكاه
وتبدي ضراعة المستجير
وهي مأساة حبه صورتها
ريشة الليل المبدع التصوير
مثلتها لعينيه الآن شطأن
وموج يئن تحت الصخور .
حسن السمايكي ... المغرب ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق