رحلة التيه
محمد أبورزق
مثقل الخطوات أنوء بحملي
قد لملمت أشيائي وأشلائي
ورحلت أحمل لوعتي
تنتال الصور بذاكرتي
تتوالى بمخيلتي صور قديمة
وتترى على قلبي خواطر حزينة
تتساقط الذكريات في برزخ عمري
كشهب ذابلة لاتترك إلا الغبار
بئر معطلة وأسوار خراب
وأشجار جرداء آثار اليباب
إني رحلت مرغما مرهقا تائها
وحدي ألتحف الليل وأفترش الشوق
وفي ذاكرتي صوت الحنين
وأحلام ماتت في داخلي
وآمال تعثرت خطواتها بدربي
وتغربت كسفينة وسط الإعصار
تقاذفتني كل الأمواج
وتلقفتني كل الموانئ
وتلاعبت بشراعي الريح
لكنني لم أجد مرفأ يحضنني
لم أجد مأوى لقلبي الجريح
ورغم توجع ذاكرتي
ورغم صراخ روحي الجريحة
ورغم حزني الذي لم يزل يستعر
ورغم الوحشة الحارقة
ورغم دموعي المنحدرة السخينة
فلا زلت ألمح وسط هذا الظلام
ضوءا يتعقب طريقي
كي ينتشلني من ضياعي وغربتي
يسكت صراخ روحي الجريحة
ويعيد إلى قلبي السكينة