السبت، 10 فبراير 2024

Hiamemaloha

وردة رملية للشاعر عبد الستار الخديمي

 **وردة رمليّة **


بعود يابس طردته أمّه للعقوق

أرسم وردتي على الرّمل المتناغم مع الفكرة

الرّمل طيّع كعجين انتفخ وريده 

والعود يكفّر عن ذنبه برتق الشقوق 

والوردة تتمنّع بغنجها

وأنا والفكرة نتحاور في صمت

تارة أقودها في سراديب غيابي 

وطورا تشعلني منارة للتائهين

وسرديّتي لم تقرأ بعدُ

تنتظر من يفكّ طلاسمها الغارقة في الوهم 

تتحدّر من سلالة وشم على ناصية امرأة هجرها حبيبها  

كانت قد وعدتني حين زارتني في منامي 

بأنّ مستقبلي مسطّر على الرّمل 

ووردتي ستنمو هناك وتمدّ العروق

وشوشة عاشقة وجلة تنخر طبلة أذني 

سمعتها تناجي حبيبا سرق نومها 

وتقول:

انتظرت اكتمال البدر لأراك

وأشرق شمسا متيّمة في سماك 

فما عشقت في الكون سواك 

فلماذا كلّ هذا العقوق؟

على أريكة انتصبت في العراء 

تزيّنت بعبق الذكريات 

أجمّع باقات الورد 

وأكمام الودّ

الفراش الأزرق السماوي جائع 

وأنا في دروب عينيك ضائع

أرسم على ملامحي الطينيّة ابتسامة الشّروق

على حافّة حضن دافئ 

شيّدت نوافذي المطلّة على شرفات المرافئ 

أصفع بكفّ الرّيح أجنحة النوارس المزهوّة بنشيد الصباح

فتسقط في حجري معلنة توبتها 

وتقودني نحو عمق المدى 

لأشيّد خيمة من أسلاك الغيم 

أعتصرها فتبكي كلّما حلّ القحط

سفني التائهة في عرض الامتداد 

ألقت أخيرا مراسيها في أحضان مرافئي

وكانت محمّلة بشذى وردتي الرّملية 

وأكياس الذكريات المنسيّة 

وقصائد العشق العصماء

وملامح حبيبتي المسافرة دوما 

ودفتري الأصفر 

وهناك يكتمل السّمر 

تحت ضوء القمر 

ويزهر ما تبقّى من رحلة العمر 


بقلم: الأستاذ : عبد الستار الخديمي -تونس

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :