الحوار ...فن انساني راقٍ !
كثيرا ما يقف الواحد مذهولا بسبب ما يرى من معارك هامشية وأخرى مبتذلة ،ولا تستدعي منا كل هذا القلق والخصومات ...و السبب __ حسب رأينا __ المباشر هو " تمسك " الآخر بأحقيته في الدفاع عن نفسه ومحاولة فرض منطقه على الآخرين ولكن ما السبيل لعلاج مثل هكذا مناوشات !؟
يستحسن باللبيب العاقل أن يتريث في أحكامه وحديثه ، بل وحتى فيما يتعلق بحقوقه __ أو يتوهم انها مظلومية __ وهذا درءً للفتنة وأيضا تجنبا لكل ما من شأنه أن يُفاقم الخصومة و يُحلل الكراهية ويغذي الشحناء !
لذا نرى بعد فهمنا لظاهرة " العراك اليومي" في مجتمعاتنا للأسف أن من بين الأسباب المؤدية لذلك هو " انعدام ثقافة الحوار والتواصل البناء " ، وهنا مربط الفرس إذ على الانسان أن سعى لراحته و ليس لبؤسه وشقائه وتعكير صفو مزاجه!
إن الحوار المبني على الاحترام والإنصات بوعي والتواصل الهادف ، يُسهم في تخفيف حدة التوتر ويقضي على سوء الظن و أيضا يزيد من " وعي الأفراد " والحفاظ على العلاقات الاجتماعية ، فكما تلاحظون أن الحوار هدف منشود حتى في النصوص التراثية و الدينية وهذا ما نراه في القرآن الكريم وغير ذلك ...حتى أن الخطاب القرآني نوه لذلك في قصة ( موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون وما أدراك ما فرعون طاغية زمانه ) إذ نجد التلطف في إحقاق الحق وإقامة الحجة نظرا لمفعولها السحري على النفوس :(( اذهبا له فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)) !
ما أحوجنا إلى امتثال النصوص القرآنية الهادفة في معاملاتنا اليومية وفي تحقيق دورة التواصل والحوار البناء ( لتحقيق مطلوب أو دفع شر أو تعليم جاهل أو التغاضي عن الزلل والعثرات ...))
إن الحوار عنصر مهم من عناصر التكامل الاجتماعي و التطور النفسي وهو أداة لفهم دلالات التخاطب البشري وعلاج المشكلات السلوكية حتى !
بقلم الأستاذ : سيد علي تمار