الاثنين، 19 فبراير 2024

أعدوا دفوعكم للشاعر كمال العرفاوي

 * أَعِدُّوا دُفُوعَكُم *                          

لِمَ تَرَكتُمُوه وحيدًا وهَجَرتُموه؟!

أليس هذا الصّبيُّ

أخاكُم المَنكُوبَ الّذي فَقَدتُمُوه؟!

ألم تُعلِنوا بعد النّكبةٍ لاءاتٍكم الثّلاث

وقرّرتم استرجاع كُلَّ ما خَسِرتُمُوه؟!

هل وَضَعتُم هذا الملفَّ جانِبا

في الدُّرجِ وأَخفَيتُمُوه؟!

أَمْ تَراكُم اسْتَنسَختُم

فِعلةَ أبناءِ يعقوبَ

مع أخيهم يوسف

وفي الجُبّ دُونما رحمةٍ رَمَيْتُموه؟!

وللظّلمةِ المُوحِشةِ سلّمتُمُوه

لِمَ بِعتُمُوه بأبخَسِ الأثمانِ وتَناسَيْتمُوه؟!

لِمَ في وجهِ العاصفةِ الهَوْجاء

منذ عُقُودٍ غابِرةٍ تَركتُمُوه

يُصارع وُحُوشًا ضاريةً وتجاهلتُموه؟!

ألم تَعلمُوا بأنّ الأعداءَ لم يَرحمُوه؟!

لقد دمّروا بُنيانََه تدميرا وقَتّلُوه

ونَجَّسُوا مسجِدَهُ الأقصى وحَرَّقوه

وكي يستسلِمَ لهم عطّشوه

وفي الظّلام الدّامس تَرَكوه

فزاد إصرارُهُ على البقاء فجَوَّعُوه

ومِن الدّواءِ والغذاءِ حَرَمُوه

ولَمْ يُشفِ ذلك غلِيلَهم فَهجّرُوه

لقد تلذّذوا قتلَه وسَفكَ دِمائِه

ونَهَشوا لحمَه ولحمَ أبنائِه

ومِن منزلِهِ ظُلمًا وعُدوانًا أَخرَجوه

وكُلَّ ما يملكُ مِن مَتاعِِ الدّنيا سلَبُوه

فأين شهامتُكم العربيّة؟!

وأين نخوتُكم الإسلاميّة؟!

لماذا رضِيتُم لأنفُسِكم بالدّنِيّة؟!

ألستُم أمّةً بالثّرواتِ غنيّة؟!

لِمَ لَمْ تتّحِدُوا كي تُصبِحوا أمّةً قويّة

على الأعداءِ مَنيعةً عَصِيّة

هل سُلِبت إرادتُكم عَنْوَة؟!

 أم غابت عن الوَعيِ عُقُولُكُم الغبيّة؟!

أم انشغلتُم بِمَفاتنِ الدُّنيا البَهيّة

فأنسَتكُم قضيّتَنا المركزيّة؟!

فبماذا سَتُجِيبون رَبَّ البَرِيّة؟!

وهل ستُقبَلُ دُفوعَكُم في هذه القضيّة؟!

كمال العرفاوي في 19 / 02  / 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق