طبول الحرب والسلام
16-3-2024
عندما كنت صغيرا . كنت أنام أنا وأخي الصغير في غرفة واحدة. وبعد أن ننهي دروسنا، كانت أمنا تراجع لنا برنامج الغد ، ثم تسمح لنا بفتح اللابتوب وكنت أنا وأخي نحب أحد البرامج عن الحروب والقنابل، والقتل، والدماء، ومناظر ذبح الناس بوحشية غريبة تحت اصوات الطبول المرعبة...
تلك الليلة في شهر رمضان المبارك. أيقظني المسحراتي وهو ينقر على الدف وينشد تلك الأناشيد الخاصة المتوارثة.
أنا ارتعبت آنذاك وتراءت أمامي تلك الأفلام المرعبة. وطبول الحرب التي كنت أحضرها وأخذت بالبكاء وأنا أتذكر تلك الأحداث المرعبة. كنت اخبئ راسي تحت البطانية، وأنا اتصور بأن الحرب قد وصلت إلى دارنا...
شاهدني والدي أبكي. فسألني ما بي . كنت ارتجف من الخوف ولم اتكلم...
ايقظ أمي ربما اشتكي لها مصابي...وجرى استنطاقي وعرفوا سبب مشكلتي هي طبول الحرب...
قالت أمي هذه طبول سلام وليست طبول حرب وقالت هذه نتيجة متابعة ألأفلام الضارة دون مراقبتنا.
والدي أخذني إلى مقابلة المسحراتي وكم كانت سعادتي كبيرة عندما عرفت ذاك المسحراتي الذي هو جارنا بالحارة وأنا كنت أحبه كثيرا. لأنه لطيف وبشوش وطيب. وأخذ يضرب على الطبلة أمامي وينشد تلك الأناشيد. الرائعة.
يا رب ما أعظمك... فعلا رمضان كريم. وكم جميلة تلك الرمضانيات...
بقلمي عبده داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق