الأربعاء، 13 مارس 2024

ق ق لعنة التكنولوجيا للأديبة هيام الملوحي

 لعنة التكنولوجيا ...ق.ق 


عندما كان يوسف الولد الصغير ذو العشر سنوات يقضي ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، كانت ابتسامة الانتشاء بادية على شفتيه وعيناه تتلألأ حماسا. لكن خلف هذه اللحظات الساحرة كانت هناك معاناة لا ترى ، معاناة والديه الذين كانوا يشعرون بالقلق والحيرة تجاه انغماسه الشديد في عالم الألعاب الإلكترونية....

أصبح وضع يوسف خطرا بسبب تعلقه الشديد بجهاز الألعاب ، هذا الوقت الضائع سيقضي على مستقبله ، وهو مازال ابن العشرة أعوام...الجهاز سلبه إرادته وعقله .. 

شعر الأب بندم كبير لشرائه جهاز الألعاب الإلكتروني ،والندم لن يفيد إذا لم يسارع لإيجاد الحل المناسب لإخراج ابنه من سجن الجهاز ...إضاعة الوقت والتدهور الدراسي ، قرر التحرك بسرعة قبل أن يفوته قطار التغيير .. 

طلب الأب من ابنه التحدث إليه بطريقة  دبلوماسية ...

جلس معه وأخبره بأن وزارة الثقافة اعلنت عن القيام بمسابقة قصيرة للأطفال ، والفائز الأول له جائزة مادية ، ورحلة ترفيهية وحاول بأسلوبه التشجيع لمعرفة إمكانيات ابنه في الكتابة ، إضافة لخياله الواسع وأسلوبه المميز.

فرح يوسف وقرر المشاركة في المسابقة للفوز ..إضافة لتسجيله في نادي لرياضة كرة القدم ، واصطحابه إلى أماكن ثقافية تقام بها ندوات ومسابقات للأطفال ..

هذه الحلول شغلته عن جهاز الألعاب وجد نفسه بعد الضياع ، وعاد للتركيز على دراسته ، مع البدء بكتابة قصة الأطفال و الإستفادة من تجربته التي خاضها عند إضاعة وقته امام جهاز أضراره أكثر من منافعه ... 

عادت السعادة والراحة والفرحة للعائلة بعد عودة ابنهم لحضن الحياة بعد غرقه في بحر التكنولوجيا.....

هيام الملوحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق