إني صائم
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مابين دموعٍٍٍٍ وهزائمْ
وضجيجٍ مُرٍّ وشتائم
وجراحٍ يَستَعِرُ صداها
ما بين عواصمَ وعواصمْ
تتنادى لتُعيدَ حساباتٍ تُنتِجُ رِبحاً وغنائمْ
ينتظر الربع مواسمَهُمْ
كي تُثمِرَ عدلاً وهطولاً يبتاع حقولاً ومغانمْ
وأنا أمشي بين طلولٍ
تزداد رماداً وذهولاً
لتضيء الذكرى وتخاصم
فأسيرُ...، ويُنهِكُني سَيري
وصَريرُ الريشة يأسرني
لأرى في شاطئ ذاكرتي قسماتٍ حيرى وعَمائمْ
تنظر في أكداس عقوقٍ... ودماءٍ تَهدُرُ وجرائم
لكني في شقوة روحي
وفمٍ مغلولٍ متشائم
مازلت أتابع حمحمتي
وأردد في قهر ضلوعي
رباه اقبلني عندك في من صبروا بالقلب السالمْ
وارحمني...، وتقبّل عذري
إني صائم...
إني صائم....
* * *
ما بين قلوعٍ ومَزاعم
تغريني بالغربةِ...، ودمٍ ونواح ومَرَاسِمْ
وهديرٍ يُرعِدُ في عُمقي
ورياح تعصف ونسائم
وتصاوير دروبٍ تمتدّ إلى ذاك الجوّ الغائم
لتصوغ حنيناً وسكوناً
وهديل سلام وحمائم
مازلت أفتش عن صوت يستجدي الصبر ويمنعني
من هجر ترابي وحروفي
ويبدّد عن جوفي خوفي
ليجدد بي ثقة باتت تتجاذبني وأنا نائم
بين الأحلام وذكرى باتت غضبى تصرخ وتخاصم
مع أنّي بَرٌّ ومسالمْ....!!
وأصخت بسمعي علّ الرجع يصير حنيناً وعزائم
لكن لم أسمع غير ضجيج يملأ أطلال يقيني
ليزيد لهيفي وجنوني
أنفاساً تعلو وطلاسم
فمضيتُ وخبّأت جراحي بين الأحلام، وسرت إلى ميناء وضميرٍ عائم
وملأت دمي في أمتعتي مابين مجيرٍ ومزاحم
وابتعد الشاطئُ...
رُحتُ أصيح بأعلى الصوت وحنجرتي تبتلع مواويل النجوى:
إني صائم...
إني صائم...
* * *
ما بين رؤوس وعمائم
وذئابٍ تعوي وتهاجم
أخزان تحرق حنجرتي
وحدود يتشظى فيها حلم مازال يراودني
ليعيد مقاعد مدرستي للشدو وترديدٍ واهمْ
يتصاعد "وطني حبيبي"... ثم يطير
ليصبح أسواراً شائكة
وهتافاً يعلو...، وسدوداً
نتشاجر بين مخالبها
ما بين صليل وصقيلٍ
وعويل ونواح جاثم
ينتظر حواراً وحلولاً تستأسِدُ في الوقت الحاسمْ
ومضيتُ ألوذ بأحلامي
وأحدّق في جرحي الدامي
علّي أستطلع ما يجري ما بين الرامي والرامي
لكنّي ألفيت دروبي توصلني للصمت المُلْجَمْ
ما بين الواحة والمنجم
فمضيت أصاحب أفكاري
وأخبئ في صدري ناري
كي لا تقتلني أسراري
وألوذ بقلب يتأزّم
وشَدَدتُ بصمتٍ راحلتي
مابين محيطٍ مذبوح بالفقر وسودان واجم
وبين خليجٍ مَرصودٍ
وصهيل خيولٍ...، ومكارم
أتنفس في الجو الغائم
آمالاً خضراً وحمائم
وألوذ بقلب مسحورٍ بحنينٍ يبرق وملاحم
لأردّد في عمق حنيني:
ربي اغفر لي وارحمني
أيدني بالنصر الحاسم
وأنا في أضعف إيماني
فالقوم أرادوا أن يبقوا مابين كؤوس وفؤوس
تحفر أجداثاً لمعاصم
وأنا ما بين دروب الصبر
يحاصرني رجع حروفي
ما بين الظلمة والخوفِ
لأردد والذكرى تجتاح جلوسي ووقوفي:
إني صائم....
إني صائم....
................................
الأحد 19 رمضان 1434 28/7/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق