الاثنين، 4 مارس 2024

متى نلتقي ؟ للشاعر مصطفى محمد كبار

 متى نلتقي


قلت لها

و أنا أبصرُ  لون الحزن 

بعينيها


قالت 

عندما يكبر الطفلُ

الموجوع

و يشيب قهراً بضفة

القبر


قلت

كم زمنً أحتاجه لأكون

على الطريق

عندما تمر قافلة العابرين

فأسرقُ 

صورة لذاكرتي المتعبة 

كذكرى 


و قلت ما هو 

الشيء الذي ينقصني

لأعود

فهنا من جسدي يخرج

الدخان بارداً و 

أزرق

فما هو شكل اللقاء الأول

و لونه البعيد


قالت

لكَ الحق أن تحلم كما

الأخرين

لكنك تمضي بحلمك في 

السراب البعيد

و لن ترى تلك اللوحة الزخرفية

التي رسمتها 

و أنت واقفاً  في المنام تشهق

العدم


سألتها مرةٍ أخرى

لماذا أتسابق إذاً نحو عيناكِ

مندفعاً بشدة

هل سأنجو منكِ بوقت

الصدمة 

فإني مازلتُ أنتظركِ عند 

نافذتي 

و أُراقب ظهور الأمل على

أطراف الحلم

لأكمل القصيدة ببن يدي 

التي 

ترتجف خوفاً من السقوط

الأبدي


قالت و هي ترتعش

أنا سهلة المنال للجميع

إلا أنت

فهذا جسدي يرتعش من

الخجل الشديد


قلت لها 

عجباً  و هل  تخجلين 

قالت  لا لا  فالحرام  

أمي و أبي 

و قد رضعتُ من الحرام 

كل العمر 

فأنا  بنت الكلب القذر

و زوجة الكلب

القذر


قلت ويحك

أتقولين الحقيقة بعد ألف

دهر

فولله قد كان كل شيء

واضح منذ البداية

لكني كنت كالضرير أمضي

بطريق الإنتحار لأموتَ

أكثر 


و قلت لها 

أنا وحدي تعمدت أن أكتب 

زمن الإنكسار 

معك

فوحدي  أحمل ذنب المقتول

الذي 

سقط بأطراف مقبرة النسيان

و هو حي


و قلت لها

 الآن أنا أدركت باليقين

معنى الوجع

و تذكرتُ متى كان تاريخ

وفاتي 


قلت في نفسي

يا مريمُ أين هو ولدك 

المسيح لأشكو  له 

فإنها نفخة الموت بزمن

العاهرات اللواتي 

هنَ بشكل الشريفات

الطاهرات

فإجعلي يا مريمُ أن تدق

الكنائس الأجراس

للنكسة

فقد أجهدنا الزمان ونحن

مؤمنين بالله 


فيا أيها القلب 

لا تبكي حجراً أمام الذكريات

لوحدك

دع الايام تفعل ما تشاء

بالوجع هناك

و خذ من راحتك أثراً  من

الحنين العاطفي

و أذهب بموتك إلى حلمك

المشتهى

 

قالت لي

دعك من زمني فأنا لست

لك لتملكني

و لا أنتَ لي كي أجعلك

تحيا فوق جسدي 

دع كل الأشياء أن تكون

بمكانها و لحالها و إنسى 

وجع الأنين


فقلت للعمر البائس الحزين 

هذا  هو  واقعك

الأليم 

فخذني  بغيمةٍ بيضاء بعيداً

عن دنياك 

كي أنسى ما صنعتهُ  لي 

يداك 

فأنا الهلاك في زمنك المر 

أنا الهلاك

 

فقلتُ بخيبتي

ياليتني كنت حجراً 

قبل أن أراها و ألتقي بها

كعاشق أحمق

لما توجعتُ هكذا بالأمس 

القريب بقهري

و لا قتلني هذا الحاضر

الأليم

و لا  إنتظرتُ  الغد المكسور 

لأتذكر

جرحي الكبير في الحب

المهزوم القاتل 


و أنا في طريق الموت

كنت أبحث عن ذاتي فلم

أجدني 

لقد خسرتُ الرهان على

البقاء

و رجعت أمضي قدماً  أهزي 

لنفسي إلى آخر النفق 

و قلت  .؟

لا  تعبث في الخراب الذي

قتلك 

لأنك  ........ أسير العدم 

و فشلتَ أن تنجو مع 

القصيدة 


مصطفى محمد كبار

حلب سوريا ٢٠٢٤/٣/٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق