الجمعة، 15 مارس 2024

جرح الهوى للشاعر سليم بابللي

 (( جرح الهوى ))

بقلمي : سليم بابللي 

من البحرالطويل

============

إذا أقبلت ليلى عذابُ الهوى لفى

و إن بَعَّدت جفني على دمعتي غفى


ويزدادُ همُّ الليلِ حِملاً مِنَ النوى

جروحُ الهوى تكوي بِقُربٍ و في الجفى


و لمّا دَعت عيني هواها و هَلّلَت

رأت عينُهُ اندارت إلى الغيرِ و اختفى


لكُلٍّ هوى يمشي سبيلاً و منهجاً

و طوبى لمن كانت مُناهُ الذي اصطفى


ربيعُ الهوى يهدي دموعاً و فتنةً

لعشقٍ بدا جُرحاً و حيناً بدا شِفا


غرامي اشتكى منّي و ثارت جوارحي

وسارت جِراحي دربَ شوكٍ على الحفا


جميلُ المُنى أَنسى مآسي طريقها

و طيبُ النُّوى عن جُرمِ عينٍ جَنت عفا


يطيبُ الجنى في أعينٍ جاهدت لهُ

و يحلو غرامٌ في ليالٍ لها هفا


دعى الناسَ إقبالاً بلا ذكرياتهم

فأحلامهم آلت جراحاً و لو صفا


فمن يرتضي حالاً تَلَوّى زمانُهُ

و من يُرجِع السلوى لقلبٍ توقَّفَ


إذا الحظُّ وافاني أرى أعيناً جفت

و لحظاً بَرى سهماً لسهمي و أجحفَ


و حالاً طغى حالاً لعشقٍ مواربٍ

عيونٌ بدت حُبّاً و جفنٌ لهُ نفى


كأنَّ الأسى فينا خِصالاً و فطرةً

َو عودُ الصَّفا خابت و وعدُ الجفا وفى


حوت أضلعي ناراً لتُخفي غرامنا

و لونُ الهوى جهراً إلى ناظِرٍ طفا


فما من غرامٍ جاءَ مِن غيهبٍ و ما

كان مِن هوىً إلا كفى الدَّهرَ و اكتفى


و لا حيلةً تُجدي كَذوباً سبيلهُ

سيبدو جليّاً أيَّ أمرٍ تَكلَّفَ


و من عينُهُ ذاقت لهيبَ الهوى هَوَت

لرأيٍ و ما جاءت بِوصفٍ و أنصفَ


رياحُ الأسى مرّت بقلبٍ مُحَطَّمٍ

فزادت عليهِ الهَمَّ بُؤساً فأتلفَ


سبيلُ الوفاءِ ما جاءَنا مِن مُخادِعٍ

مللنا وُعوداً كم أتانا و سَوَّفَ


ليبني غراماً من حُطامٍ مُكَبّلٍ

بَدا عاجزاً يمشي لعشقٍ مؤفّفا


و حالي بأوحالِ التّمني مُلَطَّخاً

بِبسماتِهِ زوراً ردى الحالِ غَلَّفَ


أرى في يقيني سراباً كأنّما

وعوداً أتت زيفاً و إن جاءَ أخلفَ


فَمَن مِثلُهُ عندَ التباهي بما أتى

و مَن مِثلُهُ إذا قادَ ناراً و اشتفى


سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق