السبت، 23 مارس 2024

رسالة مسن لزوجة ابنه للشاعرة لمياء فرعون

 رسالةُ مسنّ لزوجة ابنه:


أبـنيَّتي لا تـغـضـبـي لضغـيـنـتي


قـد قـلـت ِشـيئاً قد أثـار حفيظتي


إذ كـالـعــدوِّ رمــيـتـِني بـقـذيـفـةٍ


أودتْ بـلـبِّـي واستباحتْ طـيـبتي


وأنـا الَّـذي يــومـاً حـسبـتـكِ درَّةً


ووثقـتُ فيكِ ونـلـتِ كلَّ مـحـبـَّتي


قد خاب ظنِّي حـيـنَ قـلـتِ بـأنـَّني


أُفشي أمـورَك وامتهنتِ كـرامـتي

 

هل ماسمعتُ من الهـراء حقـيـقـةً؟

    

أم أنَّ سـمـعيَ قـد أُعِـلَّ كرؤيـتـي

  

فـوقـفـتُ كالمشدوه لستُ مصدقـاً

 

أبكي على حظِّي التعيسِ بـدنـيتي


قـد كنتُ أمشي في الحياة بطيـبـةٍ


والكلُّ يمدح مسلـكي ومـسـيـرتي


العيـنُ عن كلِّ الـذنـوب تـغافـلـتْ  


ولسـانُ حـالي لا يـبـوح بشكـوتي


إذ أنـَّنـي ولسـوء حـظـي مُــرغـمٌ


بالصمت حتى لو سـمـعتُ مسبَّتي


فـلـقـد نشـأتُ بـأسـرةٍ مـرمـوقـةٍ

وعـقـولـُهــا مــزدانـةٌ بـالحـكـمــة


لـكنَّ صـبـري فـاق حـدَّ تـحـمُّـلـي


فاعتلَّ صدري من ظروف معيشتي

   

الـنـومُ غـادرني وجـفـنـي مُـرهَـقٌ


والعقل أغضبَه امـتـهـانُ كـرامـتي


فـغـدا كـمـا الـبـركان في غـلـيـانـه

 

من شـدَّةِ الـنـيـران شـبَّـتْ ثـورتي


سـأغــادر القصرَ الَّذي قـد ذلَّـنـي


فلقـد سـئـمـت مـذلَّـتـي ومهانتي


مـاعـدتُ أرغـب في البقاء بساحه


فالعيشُ أجملُ في مضارب خيمتي


سـأعـود للبيت الـعـتـيـقِ فـعـطـرهُ 


يحيي الفـؤادَ يعيد ذكـرى أسـرتـي 


ربَّــاهُ إنِّـي قـد تــعــبـتُ ومـسَّـنـي


قــرحٌ فـخـذنـي يـارحـيـم لتربـتـي

  

بقلمي لمياء فرعون


سورية-دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق