تحية عطرة
"الصداقة بين الرجل والمرأة ...بين المنظور الشرعي و الأعراف الحديثة "
خلق الله تعالى الانسان وخلق له من نفسه زوجا ، لكي تكتمل سيرورة الحياة و يحصل التكامل البشري و يتحقق مفهوم الاستخلاف ، وهذا وفق إرادة الله تعالى ومشيئته وبما سبق به القلم ...و لكي تكون هذه الاستمرارية وفق النواميس الإلهية و أيضا وفق الفطرة البشرية ، شرع الله تعالى لعباده الزواج في ليحصل المطلوب و يتحقق مفهوم الاستخلاف و تُحفظ الأنساب و الأصهار وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة :" وجعل له نسبا وصهرا " الآية ، و بما أن الانسان مخلوق ضعيف لا يستقيم له حال ولا يقر له قرار ، فإن المولى عز وجل أرشده لما فيه نفعه في الدارين وبيَّن له الطريق الحق والمستقيم والذي إذا تنكَّبه أحاطت به خطيئته وحلَّت عليه اللعنة ! ...
من أجل ذلك نهى الله تعالى عباده و أنبياءه الأكرمين عن كل علاقة مشبوهة و خارج إطار الزواج الشرعيِّ ، وهذا لحفظ الأعراض والتي هي من المقاصد الكبرى لشريعة السماء .
إن العبد مطبوع على الافتتان بجنسه الآخر ، وهذا لا بد منه بل وقد جعل الله تعالى بين شريكيْ الحياة " مودة ورحمة " و أمر كل واحد منهما بحفظ الوُدِّ والتعاون على البر والتقوى و عدم الخيانة وكفران العشير ونسيان الإحسان وعدم التعاون على الإثم والعدوان ، وعلى هذا الأساس ينبغي أن تخضع العلاقة بين الرجل والمرأة إلى ضوابط شرعية مع احترام الأعراف الاجتماعية التي لا تتعارض وشرع ربنا سبحانه وتعالى ... ومع تطور الحياة و وتداخلها وتغير المفاهيم ، وتسرب القيم العلمانية و الغربية لحياة الفرد المسلم والعربي المحافظ الذي بات حيرانا مما يعيش ويرى تحت مُسمَّى الزمالة و الصداقة زعموا !!
ينبغي أن يعلم القاصي والداني أن الميوعة والاختلاط أصبحت سمة العصر ، ولكن على العبد ( ذكرا أم أنثى ) أن يتقي ربه و يجاهد نفسه ويبتعد عن مواطن الشبهات ، و أن يحترم نفسه و أعراض الآخرين وليعلم أنه كما يدين يُدان والجزاء من جنس العمل وأن الله بما تعملون خبير ...
أصلح الله حالنا ومآلنا و جعلنا ممن يحفظون أعراضهم وأعراض المؤمنين والمؤمنات آمين
بقلمي : أ. سيد علي تمار