الثلاثاء، 30 أبريل 2024

العاشقون لشهرزاد للشاعر حسين جبارة

 العاشقونَ لشهرزاد

في الحيِّ عاشت شهرزادُ

حَكتْ مِثالًا في الجَمالْ

كانت عروسًا في الشَّآمِ

بَدتْ ملاكًا في الكمالْ

ميزاتُها سِحرٌ سما

أوصافُها تسبي الرِّجالْ

فتقاطر الُعُشَّاقُ في طُرُقاتها

عشقوا الهلالْ

عشقوا العيونَ

كَما الضَّفائرِ زيَّنتْ قدَّ الغزالْ

بعثوا اللِّحاظَ رسالةً

بالوُدِّ تخطُبُ والوصالْ

قطعوا الدُّروبَ لأجلها

جازوا السَّواحلَ والرِّمالْ

قطفوا الورودَ قلادةً

تُهدَى لفائقة الدَّلالْ

الحيُّ أضحى قِبلَةً

ثمَّ المزارَ بكلِّ حالْ

جاءَ القريبُ أتى البعيدُ

مُحَمَّلًا ماسَ السُّؤالْ

كلٌّ سعى للفوزِ بالحسناءِ

تَرضَى بامتثالْ

يا شهرزادُ بِحَيْرَةٍ

ما تفعلينَ بذي السِّلالْ؟!

++++++++++++

وصلَ المليكُ برهبةٍ

يُلقي على الحيِّ الظِّلالْ

مِن خلفِ بحرٍ هادرٍ

خطبَ المليحةَ بالسِّجالْ

بالعرشِ يسكنُ شهريارُ

رمى عروسًا بالحلالْ

بالمالِ أوْ ذَهِبِ الدُّنا

بالقسرِ حتّى بالضَّلالْ

++++++++++++

هذي العروسُ تمنَّعَتْ

تأبى العريسَ والاحتلالْ

تَرمي غريبًا آتِيًا

يدعو لعُنفٍ واعتقالْ

يبغي الأميرةَ عُنوةً

والعاشقينَ إلى ارْتحالْ

+++++++++++++

الحيُّ يعشقُ شهرزادَ

غدا جُنودًا للقتالْ

تنضمُّ أشبالُ الجنوبِ

لحشدِ أفواجِ الشَّمالْ

خرج الورى في نخوةٍ

لم يركعوا حملوا النِّصالْ

والعاشقونَ تشَمَّروا

رَصدوا القصيدةَ للنِّضالْ

قذفوا الحجارةَ صلبةً

في وجهِ مَكرٍ واحتيالْ

رفعوا الأسِنَّةَ والقنا

طربوا على وقعِ النِّزالْ

خبروا السُّجونَ وقهرَها

زُفُّوا لِمَوْتٍ واغتيالْ

رصُّوا الصُّفوفَ لِشحنِها

والصَّوتَ يَبعثُهُ المقالْ

++++++++++++

درويشُ يعشقُ بالقصيدِ

سميحُ يُلهِبُهُ اشتعالْ

غسّانُ يغمرُهُ الحنينُ

جَمالُ يشدو بابتهالْ

زيّادُ رمشٌ يَفتدي

ناجي العليْ رَسَمَ المحالْ

هذا الدَّسوقيْ مغرمٌ

دحبورُ يرشُقُ بالنِّبال

يا راشدًا يا عاشقًا

يا صالحًا فكَّ العقالْ

+++++++++++

كلٌّ تغنَّى بالحبيبِ

زها التَّغنّي بارتجالْ

والعاشقونَ لشهرزادَ

شَدَوْا لها دفعوا الوبالْ

هذي المليحةُ للخُلودِ

غَدَتْ نِضارًا في المجالْ

وقوافلُ العُشّاقِ تزحفُ

في النَّهارِ وفي اللَّيالْ

كلٌّ رمى وَلِهًا بِها

للفوزِ يسعى والنَّوالْ

حسين جبارة                                                              صيف 2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق