ظلم المسافات
تبا للمسافات و ظلم المسافات
أيتها القريبة االبعيدة
يا سيدة القصد و القصيد
كلما راودني فيك عشق الانتماء
أجدني لاجيء على أعتاب الكلمات
أعيش منفى الوصال بلا وصال
وسط قصيدة بلا عنوان
تبكي حروفها الذابلة
يعتصرها نزيف الخريف العابر
لا إحساس يغطيها و لا شعور
عارية.سجينة الوزن و القوافي
أنا اللاجيء. مني إليك
تلاحقني لعنة الفصول
تتعثر الخطى تحت غيم المنافي
ألا يكفيك أيتها العنيدة
بين ألف سطر و سطر
تتعثر الكلمات بحثا عني فيك
عن هويتي الضائعة
عن لقاء رفضته كل القواميس
عن حلم متسكع بين ارصفة النسيان
يراودني عشق الانتماء ...
لعشق مات في ليالي نيسان
مصلوب في محراب الحرمان
بين هذيل الحمام و أجراس النواقيس
يا عروسة القوافي العذراء
إلى متى أحمل صوتك في هاتفي
لا رنين فيه و لا بوصلة
حبال الصوت فيه صماء
و كل النوافذ و المنافذ محضورة
أقدام مشلولة انهكتها سلطة الطريق
و أيادي فقدت قوة اللقاء و العناق
يا عر وسة القصيدة
إلى متى اناديك من تحت سماء عاقر
لا غيم فيها يوحي بالمطر
ألى متى أراك طيفا كحلم عابر
أنا من اخترت أن أكون المسافر
بلا زاد أرحل مني اليك
أحمل في قلبي حلمي الجائع
كورقة مرفوضة تحاصرها المعابر
تبكي بسمتها و ربيعها الضائع
يا سيدة القصيد
يخيفنيي سكون الليل في غيابك
يطول الخوف على سرير الانتظار
تحت سماء مغلقة المنافذ
تهرب مني الكلمات
تغيب كل الأبجديات
وحدها سمفونية الآهات
تشق صراخ الصمت
فتبا للمسافات و ظلم المسافات
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق