السبت، 4 مايو 2024

بلا وداع للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 بلا وداع

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حبيبتي

يا من تركتِ الليل في عينيّ مصطافاً على شط الظنون

أزجي إليكِ تحية طارت على جنح الحنين

تهفو إلى الذكرى المضاءة في مدى العمر الحزين

عفراء ترسل بسمة البشرى

وتنثر في مدى الشوق عطور الياسمين

إني أحبك وردة

مزروعة فوق التراب وبين أهداب العيون

مازلتُ أسقي حَرثها

وأذود عنها في جنونْ

لم يَنْتَهِ ما بيننا

مهما علا صوت الأنين

سأكون مسكنك المضاء بكل ألوان الأمان

وكلّ أصناف الخنين

سيكون قصرك عامراً بالعطر وظلال الغصون

وستَنشُدين به الهناء

وتزرعين به اليقين

لنعيش عمراً سائغاً بين المزارع والحصونْ

*        *        *

حبيبتي...

هل يُزهر الخريف في أكفّ الصبر والليل المضرّج بالدماء وبالشجون...؟!

مازلت أنظر للحياة كأنها متن سفينةْ

مازلت أرقب بسمة غَنّاء تومض بالحنان وبالسكينةْ

والصمت يفرض مخلبيه على شفاه الجرح

يملؤنا غضونا

فتمسكي بين القلوع بحزمة الصبر المحصن بالعزائم

كي لا تطيح بنا الهزائم

وسنعبر العمر المحاصر بين مظلوم وظالم

إلى مدى حرّ مسالم

*        *        *

حبيبتي

مازلت مقهوراً... حزينا

مازلت في شوقي سجينا

بل لم أبدل سحنتي

هذي رمال العادة الحمقاء منذ طفولتي

تجتاحني حيناً فحينا

تغتال من عمري سنينا

فعسى هواك يفك قيدي ثائراً

يجلو الغضونا

لنعيش في درب الحياة كما أراد الله

نملؤها حنينا

ثوري على تلك المواجع والرؤى الحمقاء فينا

ودعي يديك تزيل عني لوثة الصمت المهينة

فغداً سأرجع جاعلاً ذكراك للحبّ قرينةْ

*        *        *

البعد أرّق معصمي

والقلب صدّعه الحنين

والليل بات بلا أنيسٍ مذ رحلتِ بلا وداعٍ نحو خارطة الحنين

فعسى يذوب البعد حتى يورق الحبّ وينمو

في ظلال الياسمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

حلب 1980

من مجموعة : "قصة الملف رقم1"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق