غَزّة والشاعر محمود درويش
سَتخبِرُ غزة ضاحكة في وجه حبيبها ونَبيّ قصيدتها ، وقارئء كفّها ، وكَعب بندقيتها ، وفضاءاتها الملغومة بغبار المدافع و الطائرات الحربية ودخانها ، وأصوات انهيار المباني وصيحات قليل من النّاجين ، لانّ اكثرهم ، اصبحوا جُثثا هامدة ومقطّعة ،
ستخبر نبي قصيدتها ، محمود درويش
لا وقت لقراءة الجرائد لديها ، ولا ساعي بريد يمشي في شوارعها ، فقد امضت الوقت في مقارعة التاريخ المَأساوي وَصُنّاعه
ستقول لنبي قصيدتها محمود درويش
كنتَ على حَق ، وكنت الأقرب الى فَهمي وتَفَهُمي ، وحالي وحالاتي ، وانا السّجينة والمطارَدَة بسكاكين الغريب والقريب ، وأُولئك بما ملكت ايديهم ، وما دعموهم
به ، من طائرات متطورة ، وقذائف بالاطنان ، مقابل بندقيتي البسيطة
ستخبر نبي القصيدة ، محمود درويش
هُم والغرباء مثلهم ، واهلي واقربائي صاروا غرباء اكثر من اولئك الغرباء الذين عرفتهم وتعرفهم ، فقد سَمّيتهم كما سمّيتهم انت بِالأعداء ايام بيروت
أرادوا ولا زالوا يريدون سَحقي ومَوتي ، وخروجي من التاريخ
يا نبيّ القصيدة
انا لَم اخرج من التاريخ
أنا لَن ولَن أخرُجَ من التاريخ
انا سأوقف التاريخ وسوف أُعَطّله ، واكتب من جديد تاريخي
وعلى التاريخ أن يَرد التحية ويلقي السلام بعد الانبياء والرسل عَليّ
وسَلّم لي على ابني الجميل الطّيّب النّقي الوَفيّ الأصيل معين بسيسو
وأكِّد له ، لَن أخرج من التاريخ ، لَن يخرجوني من التاريخ ،مهما حاولوا واجتهدوا
وقُل له بِأنّي سأبقى أقاوم الى ان ...
***
الكاتب جميل أبو حسين / فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق