وَ لَنْ أَخُونَ كَمَا الْبَاقِينَ
يَسْأَلُونِي أَحِبَّتِي
لِمَ نَرَاكَ فَرَحٌ بِحُلَّةٍ حَزِينٍ
وَ دَمْعُكَ مُخْتَبِئٌ وَرَاءَ سَلَاسِلٍ مِنَ الْأَمَلِ السَّجِينِ
وَ قَصَائِدُكَ تَشْتَكِي حُرُوفَهَا ..، مِنْ أَلَمٍ دَفِينٍ
يَبُوحُ مِنْهَا بُحَّةٌ ..، مَرَحُهَا الْآنَينَ
مَمُزَوَّجَةٌ بِلَوْعَةِ عَاشِقٍ مُتَصَوِّفٌ نَرْجِسِيٌّ ... حَصِينٌ
حُرُوفَكَ نَارٌ قَدْ تُوَئَّدُ بِهَا أَحَاسِيسُ السَّلَاطِينَ
وَ تُدْمَعُ الْعُيُونُ ..، وَ الْعُمُرُ لَيْسَ بِطُولِ السِّنِينَ
خِبْرَةٌ ..، فِيهَا لِتُرْشِدَنَا كَيْفَ نَحْيَا حَامِدِينَ
يَسْأَلُونَي
وَ قَدْ تَجَاوَزَتْ مِنَ الْعُمْرِ خَمْسِينَ
أُخَاطِبُهُمْ
بِحُرُوفٍ يَقْرَؤُهَا حَتَّى مِنْ أَعَالِي الْجَبِينِ
كُنْتُ
قَدْ تَرَعَّرَتْ عَلَى مَبَادِئِ ابْنِ خَلْدُونَ وَ الْمُفَكِّرِينَ
وَ أَنَّ الْحَيَاةَ حُبٌ .... وَ الْخِيَانَةُ أَمْرٌ مُهِينٌ
فَكَيْفَ وَ نَحْنُ نَرْصُدُ هَذَا كُلَّ حِينٍ
نَحْنُ أَهْلُ الضَّادِ
لَنْ نُخَونَ الْعُهُودَ وَ لَا مَبَادِئَ الْأَخْلَاقِ أَوْ نُهِينَ
لَكِنِّي رَأَيْتُ مَا لَا تَتَوَقَّعُونَ
مِنْ عَجَائِبٍ وَ حَكَايَا الْغَدْرِ الْمُبِينِ
فَتَجَمَّدْتْ
دُمُوعِي مِنْ مَوْتِ نُخْوَتِهِمْ وَ الشَّاكِرِينَ
وَ الطَّمَعُ أَضْحَى يَتَغَلْغَلُ حَتَّى فِي عُرُوقِ الْمُقَرَّبِينَ
لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ إِلَّا الْمُتَعَالِي عَلَى الْعِبَادِ الصَّالِحِينَ
فَمَهْمَا كُنَّا جَسُورًاً إِلَّا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْكَاظِمِينَ
فَلِمَ تَتَرَاقَصُونَ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ اللَّعِينِ
دَعُونِي بَيْنَ أَوْرَاقِ أَسْتَرْسِلُ
الْحَكَايَا فَالرَّحِيلُ كَمَا الْآوِلِينَ
رَحِيلٌ حَيْثُ لَا أَحَدٌ يَعْلَمُ
أَيْنَ الرُّوحُ سَتَغْدُو
فَهَلْ فِي هَذَا تَشْكِيكٌ أَيُّهَا الْحَاكِمِينَ ؟
لَكِنْ سَنَتْرُكُ الدُّنْيَا وَ لَكُمْ فِيهَا قَصَائِدِي
وَ لَنْ أَخُونَ كَمَا الْبَاقِينَ
يحيى فاخوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق