الأحد، 9 يونيو 2024

الزرع والشجر للشاعر عبد الملك طه العديني

 الزرع والشجر

 لم تبدُ للجهل أشياءٌ وماعُلِمَت/

 إلا لذي وعيٍ منهم و ذي نظرِ


 ما شاء ربك مشهود بواقعنا/

 أقدارُهُ جلَّ ما التقدير للبشر


 فاضرب لهم مثلاً واقطع به جدلاً/

 فينا المئالات مثل الزرع والشجرِ 


هم يعتنون بمايؤتي على عجلٍ/

 و لا  يهمُّهمُ  الموعودُ  بالعُمُرِ


 كم يفتن الزرع زُرَّاعاً ويبهجهم/

 من حرثه و إلى  أيامه الأُخَرِ 


في نصف رحلته أو زد عليه يُرى/

 للناس أخْضرَ كمْ يحلو لدى النظر


 يصفَرُّ بعدُ و لا تبقى نضارته/

 لهم السنابل و الأعلاف للبقرِ 


والزرع ما الزرع إلا ابنٌ لموسمه/

 يُخشى عليه إذا لم يَروَ بالمطرِ 


والريح إن عصفت تركته منكسرا/

 ارْعُوا الزروع فلا تأسوا من الثمرِ 


أما عن الشجر المنسيِّ لا عَجَلٌ/

 عند النموِّ و ذا تمييزُ مصطبرِ


 فلا اهتمامَ و ذا شأنُ الجميع بها/

 رغم الفوائد مجدُ الصبرِ للشَجَرِ 


الظلُّ منها و أعشاشُ الطيور بها/

 كثرٌ كذا النحلُ يجني طيِّبَ الزهرِ

 منهااحتطابٌ إذا شاؤوا كذا علفٌ/ 

منها العصير لِذِي ذوق من الثَمَرِ


 منها عُصُيٌّ و ألواحٌ كذا خَشَبٌ/ 

لا بخلَ يُعرَفُ عن عملاقةِالشَجَرِ 


دهراً تعيش ولا يدرون مولدها/

 متى و عن موتها مجهولة الخبرِ 


اذكر هنا الذَرَحَ المعروفُ قُوَّتُهُ/

 والسدرَ بالنفعِ مشهور مع الحُمَرِ 


و لربما تغدو عَلَمَاً لِتُرشد من /

 ينسى المعالم في ريف وفي حَضَرِ


 لكنما الزرع حوليٌّ و ذو عجلٍ/

 نامٍ و فانٍ بلا ظلٍّ و لا  أثرِ


 إن كنت أخطأت في تقدير مصطبرٍ 

فاعقِلْ وخلِّ أذى في الظن واعتبرِ


عبدالملك طه العديني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق