الزرع والشجر
لم تبدُ للجهل أشياءٌ وماعُلِمَت/
إلا لذي وعيٍ منهم و ذي نظرِ
ما شاء ربك مشهود بواقعنا/
أقدارُهُ جلَّ ما التقدير للبشر
فاضرب لهم مثلاً واقطع به جدلاً/
فينا المئالات مثل الزرع والشجرِ
هم يعتنون بمايؤتي على عجلٍ/
و لا يهمُّهمُ الموعودُ بالعُمُرِ
كم يفتن الزرع زُرَّاعاً ويبهجهم/
من حرثه و إلى أيامه الأُخَرِ
في نصف رحلته أو زد عليه يُرى/
للناس أخْضرَ كمْ يحلو لدى النظر
يصفَرُّ بعدُ و لا تبقى نضارته/
لهم السنابل و الأعلاف للبقرِ
والزرع ما الزرع إلا ابنٌ لموسمه/
يُخشى عليه إذا لم يَروَ بالمطرِ
والريح إن عصفت تركته منكسرا/
ارْعُوا الزروع فلا تأسوا من الثمرِ
أما عن الشجر المنسيِّ لا عَجَلٌ/
عند النموِّ و ذا تمييزُ مصطبرِ
فلا اهتمامَ و ذا شأنُ الجميع بها/
رغم الفوائد مجدُ الصبرِ للشَجَرِ
الظلُّ منها و أعشاشُ الطيور بها/
كثرٌ كذا النحلُ يجني طيِّبَ الزهرِ
منهااحتطابٌ إذا شاؤوا كذا علفٌ/
منها العصير لِذِي ذوق من الثَمَرِ
منها عُصُيٌّ و ألواحٌ كذا خَشَبٌ/
لا بخلَ يُعرَفُ عن عملاقةِالشَجَرِ
دهراً تعيش ولا يدرون مولدها/
متى و عن موتها مجهولة الخبرِ
اذكر هنا الذَرَحَ المعروفُ قُوَّتُهُ/
والسدرَ بالنفعِ مشهور مع الحُمَرِ
و لربما تغدو عَلَمَاً لِتُرشد من /
ينسى المعالم في ريف وفي حَضَرِ
لكنما الزرع حوليٌّ و ذو عجلٍ/
نامٍ و فانٍ بلا ظلٍّ و لا أثرِ
إن كنت أخطأت في تقدير مصطبرٍ
فاعقِلْ وخلِّ أذى في الظن واعتبرِ
عبدالملك طه العديني