الأحد، 9 يونيو 2024

Hiamemaloha

العمر والإطفاء في العلاقة الزوجية للدكتور حسام القاضي

 الغمر والإطفاء 

في العلاقة الزوجية 


الدكتور / حسام القاضي.

إرشاد نفسي وتربوي.


( الغمر والإطفاء ) مفهومان يشيران لانطفاء بهجة كان الزوجان يفرحان بها في أوقات سابقة من حياتهما الزوجية، لكنها ما عادا يُظهران لها نفس المشاعر في أوقاتٍ لاحقةٍ من حياتهما الزوجية، مثلا عيد زواجهما، مثلا ذكرى ميلاد أحدهما، مثلا ذكرياتٍ كانت تُشَكٍِلُ لهما مصدر اهتمام ثم فقدت بريقها مثل مناسبة عقد قرانهما، وما أكثر الأحداث التي إنطفئ بريقها مع مرور الزمن، وبَهتَ وقعُها حتى لو قرعنا عليها أجراسا وعقدنا لها مؤتمراتٍ وقِمم.


ما دلالة أن يتذكر الزوج ذكرى ميلاد زوجته فتصحوَ على رسالةٍ منه مفادها ( كل عام وست البنات بخير )، وماذا لو استيقظت الزوجة على أمل أن تجدَ في بريدها على الهاتف شيئا من هذا القبيل لكنها لم تجده، ما الدلالة النفسية لكلا الحالتين على الزوجة في حال تذكر الزوج ذكرى ميلاها أم أن لعنة الحظ أنستهُ هذا الحدث الجلل، وما الدلالة النفسية للزوج إن تعمد تغافل تذكر كل صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية ؟؟.


ما أكثرَ المناسبات في العلاقة الزوجية، خاصة مع مرور الزمان وقدوم الأولاد وكَثرتْ الإرتباطات، وتعدد حالات النسيان أيضا له اعتبار في الحالة النفسية، فالنسيان الأول قد يُغتفر، والنسيان الثاني قد يُعفى عنه ويسير بلا ضرر، وبعدهما فالنسيان مرفوض، وله دلالة سيئة قد تشي بقرب انتهاء الأجل ( أقصد انتهاء مضمون العلاقة الزوجية ) !!.


(العلاقة الزوجية) هدفها الأسمى تكوين الأُسَرْ وانجاب بناة المستقبل، وهي ليست محصنةً من الهزات والعواصف، لكنَّ استمرارها هي الإشارة المطلوبة التي تدلُ على الرغبة المشتركة في ديموميتها، واحترام الزوجان لبعضهما، ورغبتهما في المحافظةِ على ارتباطهما، قد تخف العواطف، قد تقلل الاهتمامات، قد يضعف الحنين، قد يعلو صوت المناوشات، لكننا إن  تجاوزنا هذه المظاهر  فهذا دلالة قوية على رغبة الطرفان بالبقاء مع بعضهما، وهذا أمر محمود للغاية.


لا تستقر النفس البشرية على حالٍ واحدة ( هذا مُحال )، وعليه فإن بناء قدسية العلاقة الزوجية على أمور كذكرى زواج أو ميلاد، أمرً غير حصيف، ولا سليم، لأنَّ الاحترام المتبادل أسمى اعتبار، ولأنَّ الشرخ سيبدأُ منَ العتاب، والعتابُ بابً عريضُ المنكبين، يتركُ  في النَّفس أسوأ الأثر، ولَكَمْ تداعت ممالكُ بسبب العتاب، ولكم تعالى الصراخُ وتسارعَ السُّباب والشتامُ بسبب نكتات في القلب أُضمِرَت في ليالٍ حالكةَ المزاج.


تتجدَّدُ الآمالُ مع المناسبات، لكنها لا ينبغي أن تكونَ أساسَ العلاقات الزوجية، ولا أساسَ التَّعامل فيها، وقد تنغمرُ بعضُ الذكرياتِ نظرا لمشاغل الحياةِ ومشاكلها، لكنَّ ما في القلبِ في القلبِ محفور، فذكرى ميلادُ الزوجين شمعةً لا ينطفأُ وهجهٌها، وذكرياتُ الأطفال قناديلً تُضفي على الحياةِ وهجاً لامعا يعطيها ألَقَاً وجمالا، ومناسبات الأهل والأصدقاء والزملاء طوفانً لا يتوقفُ هديرُه، لكنه طوفانً قد يكون خارج الحسابات الزوجية وإمكانياتها، لا ينبغي الوقوف عنده وكأنه الأساس .


الحياةُ الزوجيةُ مركبً مسرعً إن قادهُ الزوجان، فإن عجزَ القبطانُ عن القيادةِ تولت القبطانةُ دفة المركب، وإن تعبت القبطانةُ عاد القبطانُ إلى القيادة، وإن عجز القبطانُ والقُبطانةُ تَعطَّل المركب، وفسدت الأشرعةُ، وتهاوت الدِّفاف، وغرق المركب وهلكَ مَن عليه !!.


بالله عليك يا رفيع العِمادِ، لا تأبَهنَّ لشذورٍ.  شارداتِ، فالجوهرُ ثمينً. باعتقادٍ، مٌقَدَّسً هٌوَ حتى الممات، زواجًٌ مُبَجلٌ مِلؤهُ عَتادٌ

مُثَمَّنٌ نسلهُ  بِكلِّ بركاتِ، فارفع أصابعك عن زناد، وغضَّ طَرفٍ عن هفوات .

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :